أثارت العواصف الجوية والرعدية التي ضربت محافظة الإسكندرية -أخيرًا- موجة من الغضب والصدمة في صفوف المصريين، الذين وجهوا انتقادات حادة للهيئة العامة للأرصاد الجوية على صفحات التواصل الاجتماعي.
وجاءت هذه الانتقادات بعد أن فوجئ سكان الإسكندرية بموجة طقس سيئة تخللتها عاصفة عنيفة اجتاحت المدينة، دون تحذيرات رسمية سابقة أو بيانات استباقية من الهيئة.
واعتبر كثير من المصريين أن ما حدث يمثل تقصيرًا وفشلًا من جانب الهيئة في أداء دورها، الأمر الذي أدى إلى خسائر اقتصادية فادحة، وتدمير ممتلكات خاصة، فضلًا عن حالة الذعر والهلع التي عمت بين سكان الإسكندرية بسبب شدة العاصفة.
ولم يقتصر الغضب على المواطنين فقط، بل امتد إلى نواب في المجالس التشريعية، فقد عبر عدد من البرلمانيين المصريين عن استيائهم من غياب التحذيرات الكافية التي كان من المفترض أن تصدر عن الهيئة.
واستنكر النائب أيمن محسب موقف الهيئة، متسائلًا: "كيف تمر موجة جوية بهذه الشدة دون صدور تحذيرات كافية من الهيئة العامة للأرصاد الجوية؟ وأين الخطط الاستباقية التي ينبغي اتخاذها في مثل هذه الحالات؟".
من جهتها، ردت الهيئة العامة للأرصاد الجوية على انتقادات المواطنين على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مؤكدة أنها أرسلت التحذيرات إلى الجهات المعنية بالدولة قبل وقوع العاصفة، وأنها نشرت بيانات عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المواطنين لم يتجاوبوا معها بالشكل المطلوب.
وفي تصريحات صحفية، أوضحت عضوة الهيئة، منار غانم، أن الهيئة أصدرت بيانًا نبهت فيه إلى وجود فرص لسقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة، قد تكون رعدية أحيانًا، على مناطق من السواحل الغربية وشمال الوجه البحري، وتمتد إلى بعض مناطق جنوب الوجه البحري على أوقات متقطعة.
وأشارت إلى نشاط متوقع للرياح المثيرة للرمال والأتربة في بعض المناطق المكشوفة، مؤكدة أن التنبيه لم يؤخذ بجدية من قبل المواطنين.
وخلفت العاصفة أضرارًا مادية جسيمة، وأثارت حالة من الفزع بين الأهالي.
ووفق بيان رسمي صادر عن محافظة الإسكندرية، فقد أسفرت العاصفة عن سقوط لوحات إعلانية وأشجار، وانهيار أعمدة إنارة وكابلات كهرباء، وتحطم عدد من السيارات، واندلاع حريق في سيارة أجرة، وغرق مركبة "توك توك"، إلى جانب تضرر جزئي في 10 عقارات موزعة على أحياء مختلفة في المدينة.