logo
منوعات

فراغ صامت.. كيف "اختفت" المقاهي من القرى الفرنسية؟

فراغ صامت.. كيف "اختفت" المقاهي من القرى الفرنسية؟
تعبيرية لمقهى فرنسيالمصدر: رويترز
17 أغسطس 2025، 7:10 م

على مدى ستة عقود انخفض عدد المقاهي في فرنسا بمقدار سبعة أضعاف، حتى أصبح بعضهم يعد اختفاءها أحد مؤشرات تراجع الحياة الاجتماعية في القرى الريفية.

ففي بلدة فاي-سور-لينون في أوت-لوار، سيحل مكان المقهى القديم "كافيه دو كوميرس" صيدلية من المقرر افتتاحها ربيع 2026.

ولتقليل خطر الاختفاء، أُقر قانون جديد يهدف إلى تسهيل فتح محلات المشروبات في المناطق الريفية.

وتُظهر خريطة 23 ألف بلدية في فرنسا لم يعد فيها أي مقهى، وفق صحيفة "لوفيغارو".

أخبار ذات علاقة

83080c1a-3cfd-4fb4-8606-c58f2febe6aa

لوموند: "الديمقراطية الاجتماعية" في فرنسا تواجه خطر الركود

 

ثلاثة أرباع القرى الفرنسية بلا مقاه

يُقال إن القرية التي لا تحتوي على مقهى هي قرية بلا قلب، ومع ذلك، فهي تختفي تدريجيًا من الخريطة.

فقد كان عدد المقاهي 200 ألف عام 1968، ولم يتبق اليوم سوى 30 ألفًا.

وترى الصحيفة أنه كمظاهر لتراجع الحياة في المناطق الريفية، غالبًا ما تكون المقاهي آخر أماكن النشاط الاجتماعي في القرى الصغيرة.

فهي ليست مجرد أماكن للتلاقي، بل تعمل أيضًا كموزع للخبز والصحف، ونقاط لاستلام الطرود وبيع المواد الغذائية.

واعترافًا بأهميتها، أدرجت وزارة الثقافة في عام 2024 "الممارسات الاجتماعية والثقافية للمقاهي والبستروهات (مطعم صغير أو حانة تقدم وجبات بسيطة) في فرنسا" ضمن التراث الثقافي غير المادي الفرنسي.

تسهيل فتح المقاهي في القرى

لمحاولة وقف هذا الانقراض، الذي يبدو أن بريتاني وحدها قد نجت منه، أقر النواب قانونًا في يونيو الماضي لتسهيل فتح محلات المشروبات في القرى التي يقل عدد سكانها عن 3500 نسمة والتي لا تحتوي على مقهى.

وينص القانون على منح رخصة من الفئة الرابعة عبر تصريح بسيط لرئيس البلدية، دون الحاجة إلى دفع تكاليف تحويل باهظة (بين 8 آلاف و15 ألف يورو في منطقة أفيرون على سبيل المثال).

إذا عدنا إلى بداية القرن العشرين، كان عدد المقاهي يبلغ 483 ألفًا في عام 1913، أي بمعدل مقهى لكل 86 نسمة.

ففي المدن والقرى الصغيرة، كان من الشائع وجود مقهى أو اثنين، وفي بعض المناطق الريفية كان عددها يفوق عدد المخابز أو الكنائس، أما في المدن الصناعية الكبرى مثل ليون، أو ليل، أو مرسيليا أو سانت-إتيان، فكانت تحتضن المئات منها.

أخبار ذات علاقة

مظاهرة ضد قانون يشدد الهجرة في فرنسا

الهجرة تكلف الاقتصاد الفرنسي 3.4% من الناتج المحلي سنويًا

 

مخاطر صحية أم وقاية؟

مع تراجع الحياة الريفية، ومكافحة الإدمان على الكحول، وزيادة القيود، والعمل عن بُعد، وقضاء الوقت الطويل في المنزل، أصبحت المقاهي اليوم غائبة عن نحو 23 ألف بلدية يسكنها أكثر من عشرة ملايين فرنسي.

هل سيؤدي فتح مقاهٍ جديدة إلى آثار صحية سلبية؟ يعتقد غيوم كاسباريان، النائب عن إير-إيه-لور ووزير الخدمة العامة السابق، الذي دعم مشروع القانون، أن العكس هو الصحيح.

المشكلة الحالية تكمن في ظاهرة الإسراف في الشرب (Binge Drinking)، خاصة بين الشباب والنساء، وهي استهلاك سريع ومفرط للكحول بحثًا عن السكر، وهذه الظاهرة لا تحدث في المقاهي، حيث تكون المشروبات أغلى وتخضع لإشراف صارم.

كما يقوم أصحاب المقاهي، الذين تلقوا تدريبًا ويخضعون لقواعد دقيقة، بدور وقائي ضد الإدمان على الكحول.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC