قبل 24 عاما، تعرضت الولايات المتحدة إلى أكبر هجوم إرهابي في تاريخها إثر سلسلة من الهجمات باستخدام طائرات مختطفة أصابت رموزا تجارية وسياسية بشكل عنيف، ما أدى إلى مصرع ما يقرب من 3 آلاف ضحية.
وتراوحت استجابة هوليوود إلى هذا الحادث المفصلي والمزلزل بين المصداقية في إبراز جوانبه وخفاياه وتفاصيله بما في ذلك انتقاد محاولة بعض السياسيين استغلاله بهدف تحقيق مكاسب شخصية على حساب الدماء المراقة، وبين الوقوع في أخطاء التعميم و"شيطنة الآخر" وصناعة صورة نمطية سلبية تخص مواطني الشرق الأوسط.
اختارت بعض الأفلام التركيز على المدخل الإنساني لمناقشة الحدث العاصف مثل "بصوت عال للغاية وقريب بشكل لا يصدق" Extremely Loud and Incredibly Close، إنتاج 2011، إخراج ستيفن دالدري، وبطولة توم هانكس وساندرا بولوك، والذي يستعيد فيه أحد الأبناء مسار اللحظات الأخيرة في حياة والده الذي فقد حياته في ذلك الهجوم.

وسبق أن شكّل نفس المدخل الفكرة الأساسية لفيلم "رين أوفر مي"Rain over me، إنتاج 2007، بطولة آدم ساندلر، والذي يروي معاناة الفقد لدى زوج يفقد زوجته وابنته في الأحداث ويفشل في تجاوز آثار الصدمة والحزن.
أما فيلم "الأصولي المتردد"The Reluctant Fundamentalist، إخراج ميرا ناير وإنتاج عام 2012، والمقتبس من رواية بنفس الاسم للكاتب البريطاني من أصول باكستانية محسن حميد، فيتناول مأساة شخص ناجح من أصول باكستانية يعمل في مجال البورصة والمال والأعمال بأمريكا، لكن حياته تنقلب رأسا على عقب حين يجد نفسه محلا للشبهات؛ بسبب اسمه ولون بشرته ولكنته.

ووجهت أفلام مثل "اللعبة العادلة" Fair Game و"المنطقة الخضراء"Green Zone، إنتاج 2010، انتقادات لاذعة إلى إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبيلو بوش، متهمة إياها باستغلال أحداث 11 سبتمبر للحد من الحريات المدنية والعامة بداعي متطلبات الأمن القومي، فضلا عن شن حروب خارجية مثل "الحرب على العراق" دون الإستناد إلى مبرر حقيقي.
ويعد فيلم "اسمي خان" My name is Khan من أبرز الأعمال التي تناولت سوء الفهم والتوسع في عمليات الاشتباه وإلقاء القبض على المنتمين إلى الشرق الأوسط بشكل جزافي، إثر الصلاحيات الأمنية الواسعة التي مُنحت لأجهزة الشرطة ووكالات الاستخبارات الأمريكية بعد الحادث.

ويروي فيلم "اسمي خان" الذي لعب بطولته شاروخان، إنتاج 2010، قصة الشاب الهندي "رزوان" المصاب بالتوحد والذي يقيم لدى شقيقته بالولايات المتحدة بعد وفاة والدته ويقع في حب فتاة هندية تدعى "مانديرا"، إلا أن حياته تتحول إلى فاصل من الجحيم بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر حيث يصبح مشتبها به.