أعلنت السلطات الجنوب إفريقية، وفاة ما لا يقل عن 41 شاباً؛ نتيجة عمليات الختان التي أجريت كجزء من طقوس البلوغ التقليدية خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2025.
وتُعد هذه الطقوس جزءاً من ممارسات ثقافية عريقة تحتفل بها مختلف الجماعات العرقية في جنوب إفريقيا، من بينها الخوسا، والنديبيل، والسوتو، والفيندا، حيث يتم خلالها عزل الشبان في مدارس التنشئة لتعليمهم القيم والمسؤوليات عند بلوغهم سن الرجولة.
ورغم وجود قوانين تلزم مدارس التنشئة بالتسجيل لدى السلطات لضمان سلامة الممارسات، إلا أن المدارس غير القانونية تستمر في العمل، مما يؤدي إلى وقوع حوادث وفاة.
وعادةً ما تُفتح مدارس التنشئة خلال العطلات الشتوية والصيفية، ما يشكل حافزاً مالياً لبعض الأفراد لإنشاء مدارس غير مسجلة لقبول المزيد من الطلاب.
وأشار وزير الشؤون التقليدية، فيلينكوسيني هلابيسا، في تصريحات لمحطات بث محلية، إلى أن 41 شاباً لقوا حتفهم خلال مراسم التنشئة الصيفية لهذا العام، ملقياً باللوم على الإهمال من جانب المدارس المسجلة وغير المسجلة، وكذلك الآباء الذين لم يلتزموا بمعايير السلامة والنصائح الطبية.
وأوضح هلابيسا أن بعض النصائح غير المثبتة، مثل الامتناع عن شرب الماء لتسريع الشفاء، ساهمت في زيادة المخاطر.
وأضاف "إذا أخذت طفلك إلى مدرسة للطقوس الدينية ولم تتابع الأمر أو تراقبه أو تتحقق من شربه للماء، فأنت تعرضه للخطر".
كما حددت السلطات مقاطعة كيب الشرقية كبؤرة ساخنة للوفيات، حيث سجلت 21 حالة حتى الآن، وتم اعتقال 41 شخصاً على صلة بمدارس التنشئة غير القانونية، بما في ذلك آباء قدموا أعماراً خاطئة لأطفالهم لضمان قبولهم.
ويُسمح بموجب القانون الجنوب إفريقي بدخول مدارس التنشئة للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً فأكثر وبموافقة الوالدين فقط، فيما تستمر الطقوس التقليدية في الاحتفاظ بأهميتها الثقافية والاحتفالات المصاحبة لعودة المنتسبين الجدد.