مع حلول فصل الصيف من كل عام، تنتشر ثمار "البلس" أو ما يُعرف بـ"التين الشوكي"، في أسواق الفاكهة اليمنية، وسط إقبال وتنامٍ لزراعة هذه النبتة الصبارية العُصارية، بعد عقود من الإهمال.
ويقف الشاب علاء الداؤودي، على ناصية أحد أبرز الأحياء التجارية في مدينة "كريتر" العتيقة، وسط العاصمة اليمنية المؤقتة عدن جنوب البلاد، طوال ساعات النهار، لبيع ثمار "التين الشوكي" المتراصة على عربة متنقلة، في تجربته الأولى مع هذه الثمرة.
يقول الداؤودي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إنه متفاجئ من حالة الإقبال الكبيرة على تناول فاكهة "البلس" في المجتمع العدني، الذي لربما قد يكون غير معتاد على تناول هذه الثمرة الشهيرة والمعروفة في المحافظات الشمالية من البلاد.
وأشار إلى الفوائد الصحية العديدة لتناول هذه الفاكهة التي تنضج ثمارها، ما بين يونيو/ حزيران – سبتمبر/ أيلول، على مستوى الجهاز الهضمي، والغنية بالفيتامينات، وهو ما يراه تفسيرًا لحالة الإقبال من فئة كبار السن عليها خلال الفترة الصباحية، الذين قال إنهم "يعلمون بحجم هذه الفوائد ويستغلّون موسمها".
وخلال السنوات الأخيرة شهدت نبتة الصبَّار، تناميًا نسبيًا حوّل زراعتها من التهميش إلى زراعة منظّمة وأُنشئت لها مزارع خاصة في مناطق وسط محافظة صنعاء ومحافظات أخرى، شمال البلاد، بعد عقود من عدم الاهتمام.
ويشير رئيس مجلس إدارة هيئة البحوث والإرشاد الزراعي في اليمن سابقًا، الدكتور، إسماعيل محرم، في دراسة صادرة قبل عامين، إلى أن المساحة المزروعة في "التين الشوكي" في البلد، تقدّر بحوالي 500 هكتار، دون ما يزرع منها في الأراضي الهامشية.
ويرى أستاذ الفاكهة المساعد بكلية "ناصر" للعلوم الزراعية في جامعة لحج، الدكتور، أحمد بطم بن هيفاء، أن من أبرز أسباب الاهتمام بزراعة نبات التين الشوكي في البلد، يعود إلى تكاليف إنتاجه القليلة.
وأكد بن هيفاء أنه "لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه والأسمدة أو مبيدات مكافحة الآفات الزراعية، إلى جانب حالة الوعي المتنامية بقيمته الغذائية والعلاجية والاقتصادية المهمة، فضلًا عن تحمّله للجفاف، والحرارة المرتفعة، والتربة الفقيرة، ومختلف الظروف القاسية".
وقال لـ"إرم نيوز"، إن هذا النبات، يتميّز بالوصول إلى مرحلة الإثمار بشكل مبكر، مقارنة مع كثير من أشجار الفاكهة الأخرى، ويصل إلى الإنتاج في العام الثالث أو الرابع من زراعته.
وأشار إلى استخدامات "التين الشوكي" المتعددة، كإنتاج الثمار، واستخراج زيت غالي الثمن من بذوره، إضافة إلى استخدامه كأعلاف للحيوانات، وأسيجة مانعة ومصدّ للرياح، كما تعرف هذه النبتة في تثبيت الكثبان الرميلة، ومكافحة التصحّر.
وتدعو منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" إلى إيلاء "التين الشوكي" مكانة مهمة، باعتباره سلاحًا فعالاً لمجابهة التغيرات المناخية المستقبلية، إلى جانب ما يمثّله من قيمة غذائية للإنسان والحيوان.
