انفجار كبير شرق بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان
كشف المخرج السوري أمير فخر الدين عن تحديات واجهته في إنجاز فيلم "يونان"، الذي يخلو من قصة تقليدية أو "صخب سردي" ويراهن على التأمل الهادىء في أعماق النفس البشرية.
والفيلم بطولة الفنان اللبناني جورج خباز، الذي يجسد شخصية "منير"، كاتب عربي منفي يعيش في ألمانيا ويفكر في الانتحار جديًا لولا تعرفه على امرأة مسنة تدعى "فاليسكا"، تعيد له شغفه بالحياة تدريجيا.
حصد الفيلم عدة جوائز عالمية وعربية في فئة "أفضل ممثل" و"أفضل مخرج" و"أفضل ممثلة"، ضمن مهرجانات متنوعة أخيرا، بينها هونغ كونغ السينمائي الدولي والبحر الأحمر السينمائي.
وقال فخر الدين إنه "استقبل خبر فوز الفيلم بجائزتين في مهرجان البحر الأحمر بهدوء عميق، فلم يكن الفرح صاخبًا بل كان أقرب إلى شعور بالاطمئنان بأن الفيلم وصل إلى عدد كبير من الجمهور، وأن السينما التأملية رغم كل ما يُقال عنها ما زالت قادرة على الوصول والتأثير عندما تقدم بصدق".
وأضاف: "لم تأتِ فكرة يونان من حبكة أو قصة جاهزة بل من سؤال داخلي ظل يرافقني طويلًا.. كنت مهتمًا بتلك اللحظة التي يمر بها الإنسان حين تتراكم الخسارات داخله بصمت، دون حدث واضح يمكن الإمساك به، فلم أرغب في بناء التشويق عبر الأحداث بل عبر الإحساس بالزمن والانتظار والفراغ".
ولفت فخر الدين إلى أن "كواليس العمل كانت هادئة لكنها شديدة الدقة على مستوى الصناعة، استغرق إنجاز الفيلم نحو 3 سنوات بين الكتابة والتصوير والمونتاج حتى خرج إلى النور بالشكل الذي يشبه روحه".
وذكر أن "أكبر التحديات كانت الدفاع عن البطء وعن مشاهد لا يحدث فيها فعل واضح، الأصعب كان الحفاظ على الصدق من دون شرح أو تفسير زائد، الصمت كان عنصرًا أساسيًا في الفيلم، لكنه عنصر صعب لأنه يتطلب ثقة كاملة بالصورة وبالممثل وبقدرة السينما نفسها على التعبير دون كلام".
وعن اختياره جورج خباز ليكون بطلًا للعمل، أوضح فخر الدين: "رأيت فيه حضورًا داخليًا قويًا وقدرة عالية على التعبير بالصمت، العلاقة بيننا في الكواليس كانت قائمة على الثقة والهدوء، لم نعمل على الأداء الخارجي بقدر ما اشتغلنا على الحالة النفسية للشخصية، وكان جورج شريكًا حقيقيًا في بنائها لا مجرد مؤدٍّ للدور".
وحول رسالة العمل، أكد فخر الدين أنه "لا يسعى في أفلامه إلى إيصال رسالة مباشرة أو طرح حلول جاهزة".
ونوه إلى أنه "ما أردته هو أن يشعر المشاهد بأن وحدته مفهومة، وأن هشاشته ليست ضعفًا، أحاول أن أقول إن الرغبة في الحياة قد تعود بهدوء، دون خطابات أو شعارات، فقط عبر الزمن والاحتكاك الإنساني والقدرة على البقاء".