مصدر: أوكرانيا تقصف البنية التحتية النفطية الروسية في بحر قزوين
لطالما ارتبطت الثعابين في الثقافة الشعبية بالغرابة والغموض، خاصة في صورة "الكوبرا الراقصة" أمام ساحر الثعابين الذي يعزف على الفلوت، وكأنها تتمايل مع نغماته. إلا أن العلم يؤكد أن هذا المشهد الشهير لا علاقة له بالموسيقى، بل هو سلوك دفاعي غريزي.
وتفتقر الثعابين إلى الأذنين الخارجيتين، ولا تستطيع سماع الأصوات المحمولة في الهواء مثل البشر. ووفقًا لمعهد "سميثسونيان" لعلم الأحياء، فإن آلية السمع لديها تعتمد على اهتزازات تنتقل عبر عظام الفك إلى الأذن الداخلية، ما يجعلها أكثر حساسية للاهتزازات الأرضية من الأصوات.
دراسة حديثة نُشرت، العام 2023، بعنوان "حديقة الصوت"، كشفت أن 19 نوعًا من الثعابين استجابت للاهتزازات الأرضية والحركة أكثر من الأصوات، مما يؤكد أن الثعابين "تشعر" بالعالم من خلال الاهتزاز لا السمع.
وعندما يبدو أن الكوبرا "ترقص" على أنغام الفلوت، فهي في الواقع تتبع حركة الأداة المتأرجحة أمامها، وتتبنى وضعية دفاعية، وليس استجابةً للموسيقى. فالساحر يثير رد فعلها الغريزي عبر الحركة والاهتزاز، وليس عبر اللحن.
تمتلك الثعابين أيضًا قدرات حسية مذهلة تعوض افتقارها للسمع، منها قدرتها على التقاط الجزيئات الكيميائية عبر لسانها المشقوق، واستشعار الحرارة عبر حفر خاصة تساعدها في تحديد موقع الفرائس حتى في الظلام.
وهكذا، تفند الحقائق العلمية أسطورة "الكوبرا الراقصة"، مؤكدة أن الثعابين لا تسمع الموسيقى، ولا تتفاعل معها عاطفيًا، بل تستجيب لما يحيط بها من اهتزازات وحركة في عالمها الصامت.