قررت الكويت، ترميم سينما الأحمدي العريقة في البلاد، بعد أكثر من 20 عاماً على إغلاق دار العرض التي شكلت جزءاً مهماً من تاريخ البلد الخليجي الفني.
وكشف مجلس الوزراء، عن خطوة لترميم المبنى الذي يعود إلى ستينيات القرن الماضي في مدينة الأحمدي التي كانت أشهر وجهة للوافدين الأجانب والكويتيين على حد سواء في حقبة ازدهار إنتاج وتصدير النفط.
ووافق مجلس الوزراء على تبرع شركة "نفط الكويت" الحكومية، بالإشراف على تنفيذ أعمال مشروع ترميم سينما الأحمدي، بالتنسيق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت.
وقال بيان رسمي صدر عقب اجتماع الحكومة الدوري، يوم أمس الثلاثاء، إن تنفيذ مشروع الترميم سيشمل أيضاً سوق الأحمدي القديم.
وظلت سينما الأحمدي حاضرة في ذكريات كثير من الكويتيين والوافدين الأجانب الذي سكنوا مدينة الأحمدي، أو قدموا إليها من مدن أخرى لمشاهدة أفلام سينمائية في دار العرض التي ذاع صيتها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
ومنذ إغلاقها عام 2004، حضرت سينما الأحمدي في تدوينات كثير من السكان، وتحدثت عنها الصحافة المحلية مراراً، وطالب كتاب ومدونون بإعادتها لألقها واستقبال عشاق السينما فيها مجدداً.
وتعد سينما الأحمدي إحدى آخر دور العرض القديمة في البلاد بعد أن ظلَّ مبناها قائماً رغم هدم مباني دور عرض سينمائية حققت شهرة كبيرة في الكويت، وبينها سينما الأندلس في مدينة حَولّي.
فقد استقطبت دور العرض التي افتتحت في مراكز التسوق، منذ تسعينيات القرن الماضي، غالبية عشاق السينما، وباتت الدور المستقلة في مبانٍ، غير مجدية اقتصادياً، قبل هدم غالبيتها وإنشاء مبانٍ جديدة مكانها لأغراض واستخدامات تجارية أخرى.
لكن حملة الهدم تلك، لم تطُل سينما الأحمدي التي افتتحت أبوابها لمشاهدة الأفلام في منتصف ستينيات القرن الماضي، وظلت شاهدة على حقبة سينمائية طويلة في البلاد.
وعرضت سينما الأحمدي أفلاماً باللونين الأبيض والأسود قبل وصول الأفلام الملونة، وتنوعت أفلامها بين الهندية والمصرية والأوروبية والأمريكية.
وتميز مبنى سينما الأحمدي، بوجود خشبة مسرح أسفل شاشة العرض السينمائية، بينما تبلغ طاقتها الاستيعابية نحو ألف شخص.
ويضم المبنى من الخارج، محال تجارية، بينها مطاعم كانت وجهة نشطة لمشاهدي الأفلام الذين يقضون فيها وقتاً طويلاً.
ومن غير الواضح إن كان الترميم سيحافظ على الشكل القديم للمبنى من الخارج وتفاصيل صالة العرض من الداخل، كما لم يتم الإعلان عن تاريخ محدد لإنجاز عملية الترميم وافتتاح سينما الأحمدي أمام الجمهور مجدداً.