يواجه مربو الأسماك في إحدى المناطق الممتدة بين وسط وجنوب العراق، خسائر كبيرة بسبب نفوق جماعي للأسماك تزامن مع أسوأ موجة جفاف وانحسار للمياه في البلاد منذ سنوات طويلة.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو وثقها مربو الأسماك في هور "ابن نجم"، وهي أرض واسعة ومنخفضة ومغمورة بمياه الأنهار، الممتد بين محافظات النجف وبابل والديوانية، كميات كبيرة من الأسماك الصغيرة الميتة والطافية على سطح المياه.
كما حظي مقطع فيديو لمزارع ومربي أسماك عراقي في المنطقة، بتفاعل كبير وتعاطف مع الرجل الذي كان يصرخ بسبب خسائره من موت الأسماك الجماعي، بينما يطالب السلطات بتوفير المياه والكهرباء.
وقال مدير بيئة محافظة النجف، جمال عبد زيد، إن "من المبكر الحديث حول الأسباب الحقيقية للنفوق، لكن ربما تكون بسبب انحسار المياه والجفاف الموجود" وفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع).
وأضاف زيد أن "أذناب الجداول المتصلة بهور ابن نجم والتي هي نهايات الأنهار، وفي الغالب خلال هذه المواسم تشح فيها المياه وتكون راكدة، قد يؤدي إلى نفوق الأسماك التي تحتاج إلى الأوكسجين المذاب في الماء".
وأوضح أن "السبب الآخر ربما يعود إلى أفعال بعض الصيادين من خلال الصيد بطرق الكهرباء أو بمواد سمية بفعل متعمد".
ونقل أحد المواقع المحلية عن ناشطين بيئيين من المنطقة، قولهم إن الهور تضرر بسبب توقف عملية ضخ المياه نتيجة أعطال فنية في المضخات المغذية، أدى إلى انخفاض حاد في منسوب المياه، وبالتالي تراجع مستويات الأوكسجين، وهو ما تسبب في نفوق جماعي للأسماك.
وأضاف أن هور "ابن نجم" أعيد تأهيله مؤخراً ضمن مشروع حكومي، بهدف إحياء الحياة البيئية والاقتصادية للمنطقة، وشهد في بدايته ضخ كميات من المياه على مدار أربعة أشهر، إضافة إلى إدخال أطنان من الأسماك إلى الهور، قبل توقف الضخ أخيراً.
ونقل الموقع عن الناشط البيئي، أبو زين العابدين من النجف، قوله: "ضخوا المياه وأدخلوا الأسماك بأطنان، لكنهم أوقفوا الضخ فجأة. اليوم نواجه كارثة، آلاف الأسماك نفقت، ومصدر رزق السكان انهار بالكامل".
ويقع الجزء الأكبر من الهور المتضرر على بعد نحو 25 كيلومتراً شمال شرق النجف، ويمتد إلى مناطق حدودية من بابل والديوانية.
كما نقلت قناة "السومرية" التلفزيونية العراقية، عن رئيس لجنة الزراعة في مجلس محافظة النجف، فاروق الغزالي، تأكيده عدم وجود مياه كافية هو سبب تعرض الأسماك للنفوق، مشيراً لكون العراق يمر بأسوأ سنة جفاف منذ الخمسينيات.
ويلقي الجفاف في أهوار العراق الذي يخترقه نهرا دجلة والفرات، بظلاله على قطاعات أخرى بجانب تربية الأسماك، وبينها زراعة أرز العنبر المحلي الشهير، بالتزامن مع تنظيم مزارعين له مظاهرة احتجاجية في ناحية القادسية بمحافظة النجف، مساء أمس الأحد، تطالب السلطات بإيجاد حلول وتوفير المياه.