في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في أفغانستان، حذّر برنامج الأغذية العالمي من كارثة وشيكة تهدد ملايين السكان، بعد قرار الولايات المتحدة خفض مساعداتها الغذائية الطارئة.
وفي حديثها لوكالة "فرانس برس"، دعت موتينتا شيموكا، المديرة بالإنابة لبرنامج الأغذية العالمي في أفغانستان، الجهات المانحة إلى التحرك سريعاً، مؤكدة أنّ الوكالة باتت عاجزة عن تلبية احتياجات الجميع.
وقالت إنه "مع الموارد المتاحة، حالياً، بالكاد نستطيع مساعدة 8 ملايين شخص طوال العام، وبنصف الحصة الغذائية فقط".
ويعيش نحو ثلث سكان أفغانستان، البالغ عددهم قرابة 45 مليون نسمة، على مساعدات غذائية، فيما يواجه 3,1 مليون منهم خطر المجاعة المباشرة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وأوضحت شيموكا أنّ الحصص الحالية خُفّضت إلى أقل من 1000 سعرة حرارية للفرد يومياً، بدلاً من الحد الأدنى الموصى به وهو 2100 سعرة.
وأضافت: "رغم بساطتها، هذه الحزمة تُنقذ الأرواح.. ومن غير المقبول ألا نتمكن من توفيرها".
ويُعزى هذا التدهور إلى التخفيضات التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ جُمّدت المساعدات الخارجية لثلاثة أشهر، وشُملت أفغانستان بقرار خفض التمويل الغذائي الطارئ لـ 14 دولة.
ورغم تراجع واشنطن عن القرار بالنسبة إلى 6 دول، بقيت أفغانستان خارج هذا التعديل.
وأشار إندريكا راتواتي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان، في بيان رسمي إلى أنّ 22,9 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات هذا العام، محذّراً من تداعيات كارثية، منها موجات هجرة إضافية، وانهيار الخدمات الأساسية.
كما أكدت شيموكا أنّ ضعف التمويل لا يُهدّد الغذاء فقط، بل أيضاً برامج التغذية والصحة والزراعة، التي يعتمد عليها نحو 80 % من الأفغان. وختمت، قائلة: "إذا فُقدت هذه المساعدات، كيف يمكن للناس الصمود؟ علينا أن نتحرك كعالم موحّد قبل فوات الأوان".
