logo
منوعات

إسطنبول تفقد طابعها السوري مع عودة التُجار لبلدهم (صور)

إسطنبول تفقد طابعها السوري مع عودة التُجار لبلدهم (صور)
محلات تجارية سورية في إسطنبولالمصدر: متداولة
04 فبراير 2025، 8:48 ص

يستعد عبدالفتاح السماك للعودة إلى سوريا في غضون أيام، بعد أن أغلق بقالته في منطقة أفجلار بغرب إسطنبول، التي بدأ السوريون بمغادرتها عائدين نحو بلادهم بعد 14 عاما من استقرار أولى قوافل اللاجئين فيها.

وطوال ست سنوات ماضية، كانت تلك البقالة، أحد المعالم السورية في الحي التركي الذي استقطب عددا كبيرا من بين نحو نصف مليون سوري استقر بهم الحال في مناطق إسطنبول، مثل منطقتي "الفاتح" و"إسنيورت".

أخبار ذات علاقة

سوريون يحتفلون بالعام الجديد

عام جديد بلا بشار الأسد.. كيف استقبل السوريون 2025؟

لكن الشاب الحلبي حسم أمره وقرر العودة، وقال لـ"إرم نيوز"، إن بقالته في حي الأعظمية في مدينة حلب، بانتظاره، بعد أن اضطر لتركها طوال السنوات الماضية التي شهدت فيها حلب معارك طاحنة وملاحقة أمنية دفعت الكثير من سكانها للفرار.

وعلى بعد أمتار أغلق لاجئ سوري من حمص مكتبته، استعدادا للعودة إلى وطنه، دون أن ينتظر حتى نهاية العام الدراسي الذي تنشط فيه تجارته في بيع القرطاسية والمستلزمات الطلابية.

محل تجاري سوري في اسطنبول

محال تجارية سورية أخرى، في الشارع ذاته، في "أفجلار"، أغلقت أو تستعد للإغلاق في الفترة القادمة، فيما ستشكل نهاية العام الدراسي، الموعد المرتقب لعودة العدد الأكبر من السوريين إلى مدنهم وقراهم.

وشكلت المحال التجارية بمختلف تخصصاتها، بجانب المطاعم، هوية سورية واضحة وسط الأحياء التركية، حيث يتجمع السوريين للتبضع وتبادل الأحاديث باللغة الأم، واقتناء بعض المستلزمات ذات الخصوصية السورية التي لا تتوفر لدى الأتراك، مثل الملوخية، المتة، والزعتر.

لكن المفاجأة غير المتوقعة، كانت أن أولى قوافل العائدين لسوريا، ضمت بشكل رئيس، أصحاب المحال التجارية، لتبدأ تجمعات السوريين الكبيرة في مناطق إسطنبول بفقدان هويتها العربية التي يحبذها السوريون.

وتشهد مناطق الفاتح وإسنيورت في إسطنبول، تغييرات مشابهة لما هو الحال في "أفجلار"، حيث تم إغلاق محال تجارية للبقالة والعطور والقرطاسية والملابس وغيرها من الأنشطة في أكبر تجمعات السوريين بالمدينة.

ويقول العاملون في القطاعات التجارية، إنهم يعودون لافتتاح محالهم وأنشطتهم في سوريا قبل مغادرة زبائنهم السوريين لإسطنبول مع نهاية العام الدراسي، وكساد أعمالهم وبضائعهم التي تعتمد على السوريين بشكل رئيس.

لكن تلك الإغلاقات والتغييرات، لاتزال في بدايتها، حيث لا تزال أسواق شهيرة في إسطنبول تتسم بطابعها السوري والعربي نشطة، كما هو حال سوق مالطا التاريخي في حي الفاتح وسط إسطنبول، وميدان "إسنيورت" غرب المدينة.

أسواق اسطنبول

غير أن التوجه العام لتلك الأنشطة التجارية هو نحو الإغلاق، حيث يستعد الزبائن والعاملون والملاك على حد سواء، للعودة إلى سوريا في الأشهر القليلة القادمة.

وبجانب الوعود الرسمية من الإدارة السورية الحالية، بتحسن مستوى الخدمات في الفترة القادمة، لاسيما الكهرباء، يبحث اللاجئون السوريون الراغبون بالعودة، عن استقرار لم يحصلوا عليه في تركيا طوال سنوات اللجوء.

ويتواجد نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري في تركيا، تحت بند قانوني اسمه "الحماية المؤقتة"، ويعتقد كثير منهم أنه لا يوفر الاستقرار لهم ولعوائلهم، ويمكن إلغاؤه في أي لحظة من قبل السلطات التركية.

 لذلك يندفع كثير منهم للعودة إلى سوريا لبناء حياة جديدة حتى قبل أن تتحسن الخدمات الأساسية فيها، مثل الكهرباء والماء والاتصالات.

أخبار ذات علاقة

اللاجئون السوريون.. مصير غامض لرُبع شعب مشتت

اللاجئون السوريون.. مصير غامض لرُبع شعب مشتت

وفي محل لبيع العطور في إسطنبول يعد وائل العثمان الأيام، بانتظار حلول شهر سبتمبر/أيلول القادم، حيث سيعود إلى حلب بعد أن يكون المستأجر لمنزله هناك قد غادره.

وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، قبل نحو أسبوع، إن نحو 82 ألف سوري عادوا لبلادهم منذ سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر/كانون الثاني الماضي؛ ما يعني أن عددهم حاليا، قد قارب مئة ألف.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC