رحل الروائي البيروفي العالمي ماريو فارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، عن عمر ناهز 89 عاما، بحسب ما أعلن نجله، الكاتب والمعلق السياسي ألفارو فارغاس يوسا، عبر حسابه على منصة "إكس"، موضحا أن والده توفي بسلام في العاصمة ليما محاطا بعائلته.
ويُعد فارغاس يوسا أحد أبرز أعلام الأدب في أمريكا اللاتينية، وأحد رواد جيل "الازدهار الأدبي" في ستينيات القرن الماضي، الذي أثرى الأدب العالمي بأعمال لاقت إشادة واسعة، من بينها: "العمة جوليا وكاتب السيناريو"، و"حرب نهاية العالم"، و"الموت في جبال الأنديز".
وبحسب وكالة "رويترز"، تميزت أعمال فارغاس يوسا بتناول العلاقات المتوترة بين السلطة والشعوب، كما كانت كتاباته انعكاسا لتجاربه الشخصية وأحداث سياسية شكلت تاريخ بلاده، لاسيما خلال فترة ترشحه للرئاسة عام 1990، التي شكلت محطة فارقة في مسيرته.
ورغم خسارته الانتخابات أمام ألبرتو فوجيموري، ظل فارغاس يوسا حاضرا بقوة في المشهد الثقافي والسياسي بأمريكا اللاتينية، حيث عرف بانتقاداته الحادة للأنظمة الشمولية ولحكومات اليسار الراديكالي، وعلى رأسها نظام الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز.
على مدار مسيرته، خاض يوسا مغامرة أدبية غنية تنوعت بين الرواية والمسرح والمقال، وعكست أعماله اهتماما إنسانيا عميقا بقضايا الحرية والهوية، إلى جانب براعة أسلوبية اتسمت بثراء سردي وتجريب فني فريد.
وعبرت رئيسة بيرو دينا بولوارت، عن حزنها لرحيل الأديب الكبير، مؤكدة في بيان نشرته على منصة "إكس"، أن فارغاس يوسا سيبقى "أشهر بيروفي على مر العصور" وأن إرثه الأدبي سيظل خالدا للأجيال المقبلة.
من جهتها، سلطت وسائل الإعلام الضوء على حياة فارغاس يوسا الشخصية، التي ألهمت الكثير من أعماله، بدءا من روايته الأولى "زمن البطل"، التي استلهمها من أيام دراسته في الأكاديمية العسكرية، مرورا بـ"العمة جوليا وكاتب السيناريو"، المستوحاة من زواجه الأول، وصولا إلى روايته الشهيرة "الفتاة الشريرة".
وبرحيله، يفقد عالم الأدب أحد أبرز الأصوات التي حفرت اسمها بعمق في سجل الرواية العالمية، وخلدت ذكراها بإرث أدبي باقٍ عبر الأجيال.
