يسعى الفيلم السعودي "المجهولة" إلى كسر أحد المفاهيم التقليدية التي هيمنت طويلًا على المشهد السينمائي العربي، وهو أن الأفلام التي تحمل مواصفات المشاركة في مهرجانات دولية، تكون بالضرورة "نخبوية" ولا تصلح للانتشار الجماهيري؛ لأنها ذات توجهات جمالية وفنية خاصة لا تناسب المتلقي العادي.
يراهن الفيلم الذي أخرجته هيفاء المنصور وتلعب بطولته ميلا الزهراني على أنه يمكن المزج بين الطابع الشعبي لعمل ما، بحيث يحقق إيرادات قوية في شباك التذاكر، مع وجود رؤية إبداعية فكرية تجعله قادرًا على المنافسة في محافل عالمية.
على هذه الخلفية، يشارك العمل في الدورة الخمسين من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي والتي تُعقد في الفترة من 4 إلى 14 سبتمبر المقبل، لكنه بالوقت نفسه يحمل سمات العمل القادر على جذب المشاهدين وإثارة اهتمامهم.
ينتمي الفيلم إلى فئة الإثارة والتشويق من خلال حبكة درامية تقوم على الترقب والتصاعد الذي يحبس الأنفاس عبر حدث صادم يخطف انتباه المتفرج منذ اللحظة الأولى، يتمثل في العثور على جثة فتاة مراهقة ملقاة في الصحراء دون أن يتعرف أحد عليها أو يطالب أحد بأنثى تحمل المواصفات نفسها.
تتصدى سيدة تتصف بالقوة والشجاعة والذكاء لمهمة كشف غموض الجريمة ومعرفة القصة الخفية وراء تلك الفتاة "المجهولة"، منطلقة من مشاعر عميقة بداخلها ترفض الظلم، لا سيما حين يتعلق بأنثى لا تملك حولًا ولا قوة.
تلك السيدة التي تتولى التحقيق هي "نويلة الصفان" التي يستعرض الشريط السينمائي في الخلفية ملامح أزمتها الاجتماعية والنفسية، كزوجة تعرضت لصدمة الطلاق حديثًا، ولم تتعافَ تمامًا من آثارها.
ويعد "المجهولة" التجربة الثالثة للمخرجة هيفاء المنصور في مجال الفيلم السينمائي الطويل، بعد فيلمها الرائد "وجدة" 2012، الذي يعد أول فيلم سينمائي سعودي طويل من إخراج امرأة، و"المرشحة المثالية" 2018، والذي مثّل السعودية في عدة مهرجانات عالمية.