نفى الدفاع المدني السوري، اليوم الأحد، العثور على ذهب داخل المغارة التي تم اكتشافها في محافظة درعا جنوب غرب البلاد، والتي تصدرت حديث السوريين عقب تداول أقاويل عن وجود كميات كبيرة من الذهب داخلها.
وأعلن الدفاع المدني إنهاء عمليات الحفريات في المغارة التي عثر عليها أهالي مدينة الحارّة بريف درعا الشمالي الغربي، وتبين أنها تحوي بقايا قبور قديمة خالية تماماً، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وتمت عمليات الحفر بعد تدخل الأمن وتطويق المغارة منذ مساء أمس، للكشف عما تحتويه، بعد توافد هائل لأهالي المنطقة إلى الموقع لمعرفة حقيقة احتواء المغارة على الذهب.
وتواجد وفد من مديرية الآثار برفقة فريق الدفاع المدني، للكشف وتحديد أصل الحفرة، دون أن يتوصلوا لشيء، وقاموا بمغادرة الموقع.
ونقلت "سانا" عن مصادر محلية بأن "القبور التي عُثر عليها في المغارة من المرجح أنه تم إفراغها قبل نحو 20 عاماً، خلال أعمال الحفر التي نفذها النظام السابق ضمن مشروع الصرف الصحي في المدينة".
وقال محمد نصر الله، مدير دائرة الآثار في محافظة درعا، في تصريح لـ "تلفزيون سوريا": "إنه وأثناء البحث في موقع الحفرة تم العثور على مدفن من المرجح أنه يعود إلى الفترة الرومانية، وعلى بعض القطع الأثرية، ومنها جزء من إسوارة برونزية، وجزء من سراج فخاري، وإبريق فخاري صغير، وتماثيل لحيوانات من الفخار، وجزء من جرّة كبيرة وجرّة صغيرة".
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بخبر العثور على مغارة ذهب في مدينة الحارة أثناء حفر قبو أحد المنازل، ما أدى لتوجُه العشرات إلى الحفرة للوقوف على حقيقة الشائعات المتداولة.
وعلى إثر هذه الشائعات، فُرض حظر تجوال رسمي من قبل السلطات في المنطقة، حفاظاً على سلامة الأهالي واستقرار الوضع في المدينة.
وتناقل المدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لمغارة تضم ذهباً، تبين أنها غير حقيقية ومأخوذة من شبكة الإنترنت.
وكان مدير منطقة الصنمين بريف درعا، وائل الزامل، قد ذكر في تصريحات إعلامية ساعة تداول الشائعات "أن المديرية تابعت ما يتم تداوله حول اكتشاف مغارة تحتوي على ذهب"، مبيناً "أن ما ظهر هو فتحة صغيرة خلال أعمال الحفر، وما زالت طبيعتها مجهولة، ولم تسجَّل أي مشاهدة أو دليل على وجود ذهب في الموقع".
وقال سمير العلوش، مدير وحدة المراسلين بمركز الحارة الإعلامي، في تصريحات سابقة لـ "تلفزيون سوريا": "إن وسائل التواصل الاجتماعي قامت بتهويل الأمور، حيث نشر أشخاص صوراً لمغارة ذهب ليست في المنطقة أصلاً، وهو ما دفع أهالي المنطقة والقرى المجاورة للحضور إلى موقع المغارة".
وأشار العلوش "إلى أن احتمالية العثور على ذهب في منطقة الحارة ضعيف جداً، كون المنطقة بركانية تكثُر فيها الفجوات البركانية".
وتعد مدينة الحارة أعلى منطقة في محافظة درعا، وتقع على هضبة ممتدة على فوهة بركانية، وتحيط بها مجموعة من الفوهات البركانية. وبحسب الروايات فقد سُميت بالحارة نسبةً إلى تربتها السوداء الضاربة إلى الحمرة، وصخورها السوداء الهشة، التي تبدو وكأنها أحرقت بالنار.
