كشفت صحيفة "إلبايس" الإسبانية أن عصابات المخدرات في المكسيك طوّرت أساليب جديدة لغسل مليارات الدولارات، أبرزها العملات المشفّرة، والحفلات الموسيقية، وعقود الإجازات السياحية.
وتشير التقديرات إلى أن حجم الأموال المغسولة داخل المكسيك يتراوح سنويا بين 18 و44 مليار دولار.
وبحسب الصحيفة، أكد المحامي المتخصص لويس بيريز دي آشا أن المجرمين يبحثون عن أدوات تسمح بتحريك الأموال وإخفاء مصادرها، مضيفًا أن العملات المشفرة "توفر هذين العنصرين بدرجة غير مسبوقة".
واعتمدت عصابات بارزة مثل "سينالوا" و"جيل خاليسكو الجديد" على البيتكوين في غسل عائداتها.
ففي أيار/ مايو الماضي، أقرّ محامٍ مكسيكي بمساعدة الكارتل على غسل أكثر من 50 مليون دولار عبر شركات وهمية قبل الانتقال إلى العملات المشفرة.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، كشف أوفيديو غوزمان، نجل "إل تشابو"، أمام القضاء الأمريكي أن جزءا من أرباح الفنتانيل حُوّل إلى بيتكوين قبل وصوله إلى قادة الكارتلات.
كما صادرت السلطات في فلوريدا أصولًا رقمية بقيمة عشرة ملايين دولار مرتبطة مباشرة بهذه الشبكات.
وعلى الرغم من أن تقنية "البلوكتشين" تتيح تتبع العمليات المالية، فإن هوية المستخدمين تبقى مجهولة؛ ما يتيح إخفاء المتعاملين الحقيقيين.
الحفلات الموسيقية غطاءً للتبييض
إلى جانب التقنية، استغل المروّجون قطاع الترفيه لتبييض الأموال. ففي عام 2025، أُدينت شركة ترفيه مكسيكية بالتعاون مع مروّج حفلات مرتبط بكارتل خاليسكو، حيث دُمجت عائدات الحفلات مع أرباح تجارة المخدرات.
كما جُمّدت أصول مغني راب شهير بعد اتهامه باستخدام حفلاته ومنصاته الرقمية في خدمة كارتل منافس.
عقود الإجازات السياحية فخ للضحايا
ولجأت العصابات أيضا إلى الاحتيال عبر عقود "المشاركة الزمنية" في المنتجعات السياحية، مستهدفة خصوصا متقاعدين أمريكيين عبر مكالمات ورسائل مغرية. وبعد دفع "رسوم" أو "ضرائب" مسبقة، تختفي الشركات الوهمية.
وصنّفت وزارة الخزانة الأمريكية مدينة بويرتو فالارتا كإحدى أبرز بؤر هذه العمليات.
ووفق مكتب التحقيقات الفيدرالي، خسر أكثر من 6 آلاف أمريكي منذ 2019 ما يزيد على 300 مليون دولار جراء هذه الأساليب، فيما يُرجّح أن الرقم الحقيقي أعلى كثيرا.
ويرى بيريز دي آشا أن عمليات غسل الأموال تمثل "لعبة قط وفأر" بين العصابات والسلطات؛ إذ يسارع المجرمون إلى استغلال أي تقنية جديدة، بينما تبقى أجهزة إنفاذ القانون في موقع الملاحقة الدائمة.