تحول فتى إيطالي لقي مصرعه في مدينة إسطنبول مؤخراً، لرمز ضد عنف المراهقين المتزايد في تركيا، يتقدمهم نجوم الفن ورجال السياسة والقانون.
فقد حضر عدد الفنانين الأتراك، أمس الخميس، أولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل الفتى "ماتيا أحمد مينغوزي"، وهو نجل شيف إيطالي يدعى "أندريا مينغوزي"، ويقيم في إسطنبول مع زوجته ياسمين.
وشوهد في المحكمة بمدينة إسطنبول، الممثل "أونور تونا" والمغنية "ايجي سيتشكين"، ومقدمة البرامج "تانيم سيفار"، وقد حضروا مع نجوم آخرين لدعم عائلة الضحية الذي قتل بعمر 15 عاماً.
كما كشفت النائبة التركية عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، "مُشرف بيرفين توبادورغوت" عن دراسة قانونية تجريها مؤسسات حكومية، حالياً، بأمر من رئيس البلاد، رجب طيب إردوغان، وتتعلق بتشديد عقوبات المراهقين الذين يرتكبون جرائم مروعة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن "توبادورغوت" قولها إن الدراسة تتناول إمكانية فرض عقوبة السجن المؤبد على القاصرين الذين تقل أعمارهم عن 18عاماً، وإمكانية محاسبة عائلاتهم أيضاً في الجرائم التي يرتكبونها.
وجاءت الدراسة بعد حملة تضامن مع عائلة الفتى الضحية، وقع عليها عشرات آلاف الأشخاص، وتطالب بتشديد العقوبات على الجناة بدلاً من حكم السجن المخفف الذي يستفيدون منه لكونهم قُصّراً تحت 18 عاماً.
وانتهت أولى جلسات المحاكمة لمراهقين تورّطا بطعن الضحية في أحد أسواق منطقة "كاديكوي" بإسطنبول، في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، بتأجيلها للشهر المقبل، حيث يواجهان عقوبة السجن لمدة تصل إلى 24 عاماً.
وكان الضحية "ماتبا أحمد" مع أصدقاء له في السوق لشراء معدات تزلج، عندما تعرض لهجوم من قبل مراهقين اثنين مقاربين لعمره، حيث طُعن قبل أن يتلقّى الضرب على رأسه وهو ممدد على الأرض، ويفارق الحياة بعد 14 يوماً من العلاج في المستشفى.
ومنذ ذلك الحين، التقى الرئيس أردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أوزغور أوزيل، مع عائلة الضحية، ونظمت بلدية المنطقة التي تقيم فيها العائلة إفطاراً رمضانياً جماعياً في ذكرى مرور 40 يوماً على وفاته.
ومقابل ذلك التضامن الواسع مع العائلة، اشتكى والدا "ماتيا أحمد" من تلقيهم تهديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أشخاص يزعمون أنهم أصدقاء المهاجمين.
كما تعرض قبر الفتى المزيّن، لتخريب قبيل المحاكمة، حيث نزعت الورود المزروعة فوقه، وكُسر سياجه، بالتزامن مع إعلان وزير الداخلية "علي يرلي كايا" توقف 5 متهمين، بينهم 4 قُصّر على خلفية تلك الأفعال.