ذكرت "لوفيغارو" الفرنسية، أن التقييم الأولي للجهود المبذولة في إطار تطبيق اتفاق باريس للمناخ المبرم في العام 2015 خلص إلى أن على دول العالم بأسره بذل المزيد من الجهود على كل الجبهات لمواجهة الأزمة المناخية.
وقالت الصحيفة، إن نتائج التقييم الأولي الذي نشرته الأمم المتحدة، أمس الجمعة، والجهود المبذولة منذ اتفاق باريس ستكون في قلب مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في كانون الأول/ديسمبر المقبل في دبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير الناتج عن التقييم الأولي يقع في 90 صفحة واستخلص 17 درسا رئيسًا.
وأوضحت أن التقييم الأولي يشمل كل الجهود التي بذلت أو لم تبذل منذ 2015 لاحترام اتفاق باريس وهدفه الرئيسي حصر الاحترار بحدود 1.5 درجة مئوية من خلال تقييم العمل العالمي ضد تغير المناخ حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن على كل دولة بموجب المادة 4 من اتفاق باريس أن تعلن عن أهدافها للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة على شكل مساهمات محددة وطنيا يتم تجديدها كل عام.
وقالت إن إجراء التقييم الجماعي الأول سيتم العام الحالي؛ وسيكون أمام الأطراف بعد ذلك مهلة حتى عام 2025 لإعادة مساهماتهم المحدثة، قبل إجراء تقييم جديد، منطقيًا في عام 2028.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مؤسسة المناخ الأوروبي، لورانس توبيانا قوله، إن الوثيقة الفنية التي نُشرت جاءت بعد عامين من العمل.
وأضاف توبيانا، أن الوثيقة اعتمدت على شبكات "CDN" واستشارات الخبراء الحكوميين وقادة الأعمال وأعضاء المجتمع المدني ما يمثل عنصرا مهما للغاية في عملية اتفاق باريس.
ويعد اتفاق باريس المحرك للعمل المناخي العالمي والذي يؤكد أن الانبعاثات العالمية لا تمثل الأهداف المرجوة، إلا أن العالم كان قبل الاتفاق يتجه نحو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار +4 درجات مئوية في نهاية القرن واستناداً إلى الالتزامات الحالية، سيكون الآن أقرب إلى +2.5 درجة مئوية، بحسب الصحيفة.
ولتحقيق هدف الوصول إلى +1.5 درجة مئوية خلص التقييم إلى أنه يتوجب خفض الانبعاثات العالمية بمقدار 20 إلى 24 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030؛ الأمر الذي يمثل انخفاضًا بنسبة 50% تقريبًا مقارنة بانبعاثات عام 2019.
وأكد التقييم أهمية زيادة حصة الطاقات المتجددة والتخلي تدريجيا عن الطاقات الأحفورية التي لا تدعمها أجهزة احتجاز الكربون أو تخزينه.
وطالب دول العالم بخفض "الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة بنسبة 43 % بحلول 2030 وبـ60 % بحلول 2035، مقارنة بمستويات 2019 وتحقيق الحياد الكربوني في 2050.
وأورد التقييم النهج الذي يجب اتباعه لتكثيف الجهود في مجال التمويل وتوجيهه في المقام الأول للدول النامية، مبينا وجود حاجة إلى "تريليونات الدولارات"، في حين أنّ حوالي 1342 مليار دولار سنوياً (استثمارات ودعم) موّلت الوقود الأحفوري في عامي 2019-2020.، فيما بلغ تمويل العمل من أجل المناخ 803 مليارات دولار سنوياً، أي ثلث الاحتياجات اللازمة لتنفيذ اتفاق باريس.
وشددت الصحيفة على أن نجاح اجتماع دبي سيعتمد إلى حد كبير على الرد على الوثيقة التي نشرت يوم الجمعة، حيث يأتي توقيت نشر التقييم بالتزامن مع اجتماع زعماء مجموعة العشرين المنعقد في نيودلهي، إذ سيتم طرح ثلاث قضايا رئيسة على الطاولة: مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة العالمية ثلاث مرات، والتخفيض التدريجي في استخدام الوقود الأحفوري مثل الفحم، وتمويل التحول الأخضر في البلدان النامية.
المصدر: صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية