كان 2024 "عام الكوارث الطبيعية بامتياز"، دون أدنى مبالغة، نتيجة هذا الكم غير المسبوق من الزلازل والأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات التي هزت العالم بعنف، من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه.
لا توجد بقعة آمنة، فغضب الطبيعة يغلي في صمت في انتظار اللحظة المناسبة كي ينفجر، مخلفاً وراءه مئات القتلى وآلاف الجرحى والمشردين.
وفيما يشير الخبراء بإصبع الاتهام إلى التغير المناخي والاحتباس الحراري وغيرهما من الظواهر الناتجة عن عبث الإنسان بالكوكب الأزرق، عبرت الطبيعة عن غضبها على مدار العام في عدد من الحوادث الكبرى نجملها على النحو التالي:
بدأ العام بشكل مأساوي عندما ضرب زلزال قوي اليابان في أول أيام 2024، متسبباً في وفاة 128 شخصاً، وتفاقمت الكارثة بفعل سوء الأحوال الجوية، حيث تساقطت الثلوج بغزارة، وحدثت انزلاقات أرضية ضخمة زادت من صعوبة عمليات الإنقاذ.
في 5 فبراير، اشتعلت حرائق غابات هائلة في مناطق متفرقة من أمريكا الجنوبية، متسببة في مقتل 112 شخصاً ودمار آلاف الهكتارات، بما في ذلك مناطق سكنية بأكملها، نتيجة موجة حر شديدة وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.
وأعلن البرنامج الأوروبي لرصد الأرض "كوبرنيكوس" لاحقاً أن شهر يوليو 2024 كان الأكثر حرارة على الإطلاق، محذراً من أن هذا الاتجاه قد يمثل "تحذيراً للبشرية".
وكانت درجات الحرارة خلال هذا الشهر أعلى بمقدار 1.66 درجة مئوية عن متوسط درجات الحرارة في الفترة المرجعية، ما قبل الثورة الصناعية "1850-1900".
واستمرت الطبيعة في غضبها، ففي 3 أبريل 2024، ضرب زلزال بقوة 7.4 درجة جزيرة تايوان، متسبباً في مقتل 4 أشخاص وإصابة العشرات.
وتسببت فيضانات مفاجئة وحمم بركانية باردة في جزيرة سومطرة الإندونيسية في 13 مايو 2024 بمقتل 43 شخصاً، بينما ضرب الإعصار "غايمي" الفلبين في 25 يوليو 2024؛ ما أدى إلى مقتل 20 شخصاً وإصابة العشرات نتيجة الفيضانات والانهيارات الأرضية.
وفي أواخر الصيف، وتحديداً 29 أغسطس 2024، شهد غرب اليمن أمطاراً غزيرة أدت إلى فيضانات؛ ما أسفر عن وفاة 12 شخصاً وفقدان أكثر من 20 آخرين.
تزامن ذلك مع فيضانات غير مسبوقة في المدينة المنورة بالسعودية في 31 أغسطس، حيث جرفت السيول السيارات وتسببت في أضرار واسعة.
وشهد سبتمبر 2024، تعرض جنوب المغرب لأمطار غزيرة، تسببت في سيول أدت إلى وفاة 18 شخصاً،
ضرب الإعصار "ياغي" شمال فيتنام في 10 سبتمبر، مودياً بحياة 65 شخصاً، واعتُبر الأقوى في آسيا هذا العام، بينما اجتاح في 27 سبتمبر الإعصار "هيلين" ولاية فلوريدا الأمريكية ، مخلفاً 215 قتيلاً وأضراراً واسعة.
وفي 9 أكتوبر، أعقبه الإعصار "ميلتون" الذي أدى إلى خسائر مادية بلغت 50 مليار دولار، ليصبح إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية التي ضربت الولاية منذ قرن.
مع اقتراب نهاية العام، شهد جنوب شرق إسبانيا في 30 أكتوبر فيضانات مدمرة تسببت في وفاة 95 شخصاً وتدمير طرق وجسور ومنازل.
بينما أسفر انهيار أرضي في الكونغو الديمقراطية في 23 نوفمبر عن مقتل 10 أشخاص، بينهم 7 أطفال من عائلة واحدة.
