تحوّل موظفان سوريان مغموران، إلى بطلين وطنيين، تناقلت صورهما وسائل الإعلام وتلقيا سيلًا من عبارات الثناء من مواطنيهم بعد كشف دورهما في حماية المتحف الوطني من النهب.
فقد كشفت وزارة الثقافة السورية عن هوية حارسي المتحف الوطني في دمشق، ليلة سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر الماضي، خلال تكريمها لهما.
وأثنى وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح، على موظفي المتحف، محمود الخطيب وشاهين شاهين، ومنحهما مكافأة مالية قيمتها 50 مليون ليرة لكل واحد منهما (نحو أربعة آلاف دولار).
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن الخطيب وشاهين قاما "بأداء دور وحدة الحماية المكلفة من النظام البائد بحماية المتحف والتي تركت المكان".
وأضافت أن الخطيب وشاهين أنقذا "أحد أهم المعالم الأثرية في البلاد، مبرزين انتماءهما الوطني وإحساسهما بالمسؤولية تجاه إرث وحضارة بلدهما".
وتناقل عدد كبير من السوريين صورًا للموظفَين، مع سيل من عبارات الثناء من قبيل "أبطال، ترفع لهما القبعات، فخر البلد، يكتر خيركم يا أبطال"، وغيرها من الإشادات.
كما تلقى الموظفين الثناء والإشادة من زملاء وعاملين وزوار للمتحف يعرفان الخطيب وشاهين من قبل. وقالوا إن تصرفهما غير مستغرب لمن يعرفهما عن قرب.
وشهدت ليلة سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، انسحاب عناصر الأمن والشرطة والجيش من وحداتهم ومراكزهم، بما في ذلك وحدات الحراسة في المنشآت المدنية مثل البنك المركزي والمتحف الوطني.
وكشف الحارس الخطيب تفاصيل تلك الليلة عندما قرر البقاء في المتحف وإغلاق أبوابه بإحكام، ومنع محاولات مجموعة من المتسللين من اقتحام المكان، وأطفأ حريقًا اندلع فيه، مستخدمًا أكثر من 22 طفاية حريق حتى وصول زميله شاهين الذي انضم صباحًا إليه في إكمال المهمة.
ويضم المتحف الوطني في دمشق كنوزًا أثرية تمثل الحضارات السورية المتعاقبة، ويعد من أكبر وأهم متاحف البلاد.