في خطوة تعكس الأهمية التاريخية والفنية للأيقونات المسيحية الشرقية، أعلن متحف اللوفر عن استحواذه على مجموعة استثنائية تضم 272 قطعة نادرة، تعود إلى مجموعة لبنانية خاصة.
وهذه الكنوز الفنية، التي تروي فصولاً من تاريخ الفن البيزنطي والمسيحي في الشرق، ستُعرض ضمن القسم الجديد المخصص لفنون بيزنطة، والمسيحيات الشرقية، المقرر افتتاحه عام 2027.
وبهذه الإضافة الفريدة، يعزز اللوفر مكانته كأحد أهم الحواضن العالمية للتراث الفني والديني العريق، بحسب محطة "20 مينيت" الفرنسية.
وأعلن متحف اللوفر، مساء الأربعاء، عن استحواذه على مجموعة لبنانية خاصة تضم 272 أيقونة مسيحية شرقية، والتي سيتم عرضها ضمن القسم المستقبلي "فنون بيزنطة والمسيحيات الشرقية" ابتداءً من عام 2027. ولم يتم الكشف عن قيمة هذه الصفقة التي تمت بطريقة "البيع المباشر".
كنز فني يمتد عبر القرون
وتعود هذه المجموعة إلى جورج أبو عادل، أحد أبرز جامعي التحف اللبنانيين، الذي بدأ بجمعها بين عامي 1952 وأوائل السبعينيات. وقد قام نجله لاحقًا بتوسيع المجموعة من خلال مقتنيات حصل عليها في مزادات علنية خلال التسعينيات.
وتضم هذه الأيقونات أعمالاً فنية من اليونان وروسيا والبلقان، أنجزها فنانون متنوعون، وتمثل مراحل مختلفة من القرن الخامس عشر حتى أوائل القرن العشرين.
أيقونات نادرة من حلب وبلاد الشام
من أبرز مقتنيات هذه المجموعة، وفقًا لبيان متحف اللوفر، "مجموعة نادرة من الأيقونات التي أُنتجت في سياق النهضة التي شهدها بطريركية أنطاكية اليونانية الأرثوذكسية في القرن السابع عشر، خصوصًا في حلب، على يد المسيحيين الناطقين بالعربية في سوريا ولبنان والقدس".
عودة إلى الأضواء بعد ثلاثة عقود
تم الكشف عن هذه المجموعة لأول مرة للجمهور عام 1993 في متحف كارنافيليه في باريس، ثم عُرضت لاحقًا في متحف الفن والتاريخ في جنيف عام 1997. وخضعت العديد من الأيقونات لدراسات وأبحاث علمية خلال السنوات الماضية، مما يعكس قيمتها الفنية والتاريخية.
إضافة نوعية إلى اللوفر
ويضم قسم "فنون بيزنطة والمسيحيات الشرقية" في متحف اللوفر حوالي 20,000 قطعة فنية، منها مئات الأيقونات التي ستُعرض للجمهور على مساحة تبلغ 2,200 متر مربع عند افتتاح القسم الجديد عام 2027.
وتغطي هذه المقتنيات الفنية تاريخ الأيقونة المسيحية من القرن الثالث حتى القرن العشرين، وتمتد عبر مجالات جغرافية واسعة تشمل إثيوبيا، وروسيا، والبلقان، والشرق الأدنى، وبلاد ما بين النهرين، ما يعكس التنوع الثقافي والروحي لهذا التراث العريق.