أجلت تركيا، آلاف السكان من منازلهم بسبب امتداد حرائق غابات لمناطق وتجمعات سكنية في شمال غرب البلاد، حيث تقع اثنتان من أكبر مدن البلاد، وهما إسطنبول وبورصة.
وتشهد تركيا يومياً عشرات الحرائق في الغابات والمناطق الريفية، لكن حريقين اندلعا منذ يوم السبت، في منطقتي غابات في بورصة، لا يزالان مشتعلان وقد امتدا لمناطق سكنية.
وأجلت تركيا أكثر من 3500 شخص من حريقي بورصة المشتعلين حتى اليوم الاثنين، في منطقتي "هارمانجك" و كاستل"، كما أجلت المئات من منطقة بولاية "كارابوك" في شمال البلاد.
وقال وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماكلي، اليوم الاثنين، إن جهود إخماد حريقي بورصة لا تزال جارية، مشيراً لدور الرياح والتضاريس في استمرار وانتشار النار.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرتها الوزارة ووسائل الإعلام المحلية، الطائرات والمروحيات وسيارات الإطفاء وفرق الإطفاء والمتطوعين ينتشرون في المنطقة.
وجاءت تصريحات الوزير في مؤتمر صحفي عقده في مركز إدارة حرائق الغابات بأنقرة، وسط ترقب وقلق من السكان خشية امتداد النار إلى مزيد من المناطق والتجمعات السكانية.
وقال الوزير، إن تركيا شهدت في يوم واحد 76 حريقاً، منها 28 حريقاً في مناطق الغابات، و48 حريقاً في المناطق الريفية.
وأوضح الوزير أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على عدد كبير من تلك الحرائق، وبينها حريق في إسطنبول، كبرى مدن البلاد، وأنطاليا ومرسين في الجنوب.
وأضاف الوزير أن الحرائق المشتعلة حتى ظهر اليوم الاثنين، هي حريقا بورصة وحريقان في ولايتي "كهرمان مرعش" و"كاربوك" التي يستمر حريقها منذ نحو خمسة أيام، وتسبب بإجلاء مئات السكان أيضاً.
وأوضح الوزير أن عمليات الإطفاء تجري باستخدام 27 طائرة، و96 مروحية، و10 طائرات مسيّرة، بالإضافة إلى 694 مركبة أرضية و1961 فردًا من فرق الإطفاء والإنقاذ.
ويشارك متطوعون كثر بشكل منظم في جمعيات أو بمبادرات فردية في مساعدة فرق الإطفاء، وقد لقي ثلاثة متطوعين منهم، أمس الأحد، مصرعهم في حادث انقلاب صهريج مياه قدموا به من ولاية "بولو" القريبة من بورصة.
وقال الوزير إن تركيا تمر بأسبوع بالغ الخطورة؛ بسبب انتشار الحرائق وارتفاع درجات الحرارة وقوة الرياح، وحث السكان على الحذر من إشعال النار في مناطق التنزه.
ولم تتضح أسباب اندلاع حريقي بورصة الأكبر حالياً، لكن سكان محليين أوقفوا سائق سيارة شاهدوا فيها علبة بلاستيكية مملوءة بسائل البنزين، في المنطقة، وخلصته الشرطة بصعوبة من أيديهم قبل أن تحيله للتحقيق.
وتعد بورصة، المدينة الصناعية الكبرى في تركيا، وهي ثالث أكبر مدن البلاد بعد إسطنبول والعاصمة أنقرة وإزمير.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في منشور على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأحد، إن تركيا تخوض معركة كبيرة ضد حرائق الغابات من الجو والبر، وقد أخمدت أكثر من ثلاثة آلاف حريق في البلاد منذ بداية الصيف.
وأوضح إردوغان أن بلاده في حالة تأهب ليلاً ونهاراً بـ27 طائرة، و105 مروحيات، ونحو 6 آلاف مركبة برية، و25 ألف عامل غابات، و132 ألف متطوع.
