قالت وكالة "رويترز" إن تركيا تستعد لبدء أعمال ترميم وتدعيم لقبة مسجد "آيا صوفيا" في إسطنبول، في مشروع يُعد من أكبر مشاريع الترميم لهذا المعلم التاريخي البالغ عمره 1486 عاما.
وقالت مؤرخة الفن البيزنطي أسنو بيلبان يالجين، في تصريح للوكالة من أمام مسجد "آيا صوفيا"، إن "هذه العملية ستكون صعبة وستفتح صفحة مهمة في تاريخ آيا صوفيا"، لافتة إلى أن "العمل جار على ترميم أجزاء أخرى من المبنى منذ 10 سنوات".
وأضافت: "إنه حقا مبنى زاخر بالمفاجآت، لأن الأمور أحيانا تتطور بطريقة لا نتوقعها.. أي أننا نصمم ونضع خطة (الترميم) لكن عند البدء ربما تتطور الأمور بشكل مختلف".
كما أوضح خبير الحفاظ على المباني الثقافية وترميمها أحمد جوليتش للوكالة، أنه "ستتم تغطية القبة أوّلا لحمايتها أثناء عملية الترميم، وبعد ذلك ستتم إزالة طبقة الرصاص الكاسية للقبة لمواصلة مشروع الترميم والتدعيم". وتوقع جوليتش استمرار فتح أبواب آيا صوفيا للمصلين والزوار خلال عملية الترميم، لافتا إلى أن ذلك يزيد من صعوبة العملية.
وبحسب حسن فرات ديكاش، أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية، ستتضح أكثر مشكلات الهيكل الحقيقية عند رفع الطبقة الرصاصية.
ووفقا للخبراء "سيركز مشروع التدعيم على نقاط الضعف التي تم تحديدها في الهيكل خلال عمليات محاكاة زلزال كبير، في بلد تتقاطع فيه خطوط الصدوع".
ولم يحدد الخبراء موعدا للانتهاء من أعمال الترميم "تحسبا لظهور مشكلات بسبب الأحوال الجوية أو الاضطرار للقيام بأعمال إضافية ليست ضمن الخطة الموضوعة".
يذكر أن "آيا صوفيا" كانت أكبر كاتدرائية في العالم لمدة 900 عام حتى فتحها السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1453، لتتحول بعدها إلى أحد أشهر المساجد منذ ما يقرب من 500 عام.
وقبل ما يزيد على 70 عاما، حولت الجمهورية العلمانية التركية هذا المبنى إلى متحف، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان أعاده إلى وضعه السابق كمسجد مجددا في عام 2020.
