تعد الفنانة نازلي مدكور أحد أبرز الأسماء النسائية على خارطة الفن التشكيلي بمصر حاليا، بعد مسيرة حافلة بدأتها قبل أربعين عاما.
ولقي معرض نازلي الجديد الذي يقام حاليا تحت عنوان "أثير الأرض" بجاليري "بيكاسو" بحي "الزمالك" بالقاهرة، اهتماما واسعا، بحضور رموز المجتمع المصري.
"إرم نيوز" التقت "مدكور" في حوار يرصد أبرز المحطات والرؤى في تجربتها..
ما دلالة عنوان معرضك "أثير الأرض"؟
العنوان يشير إلى تناول فكرة الأرض بتجلياتها المختلفة، من خلال التركيزعلى جوهر الكوكب والطبيعة وليس التوقف على الشكل الخارجي فقط، أي أنني أتناول البعد "الميتافيزيقي" أو ما وراء الطبيعة بحضورها المادي المباشر.
يبدو أن المعرض ينطوي على نقطة تحول في تناولك للطبيعة؟
كنت فيما سبق أركز على تناول المناظر الطبيعية و الـ"لاند سكيب" كما هي بشكلها المعتاد المألوف، لكنني في هذا المعرض أركز على المعاني الداخلية لها عبر 40 لوحة من الأكرليك والباستيل على قماش وورق.
ما الذي تمثله لك الطبيعة عموما ولماذا تبدو مهيمنة في أعمالك؟
الطبيعة هي معلمي الأول ومصدر إلهامي طوال أكثر من 40 عاما من الفن. إنها مزيج من الجمال والأفكار والرؤى التي تثقلني برهافتها ودهشتها على الدوام.
لماذا اتجهت أخيرا إلى مدرسة الفن التجريدي؟
الفن التجريدي هو الأفضل في توصيل المشاعر والتعبير عن الانفعالات للمشاعر، مقارنة بالفن التشخيصي الذي يعتمد على السرد التقليدي بصريا؛ فالتجريد يعتمد على استبطان المعاني الجوهرية للأشياء ولا يكتفي بالسطح الخارجي.
لكن الجمهور لا يتجاوب مع التجريد بل كثيرا ما يتندر عليه؟
الجمهور بشكل عام "غير مثقف بصريا" ونظام التعليم يقلل من شأن الحساسية الفنية لدى الصغار والأجيال الجديدة، بل ويساهم فى طمسها منذ السنين الأولى للأسف الشديد.
قدمت على مدار مسيرتك أكثر من ألف لوحة، أيها أقرب إليك أو يحتل مكانة خاصة داخل وجدانك؟
صعب جدا أن أشير إلى لوحة بعينها، فكل لوحة غالية علىّ على طريقتها الخاصة وكل معرض له ذكرى وشغف وملابساته الجميلة.
خياراتك في الألوان مميزة، على أي أساس تختارين هذا اللون أو ذاك؟
لا توجد هناك معايير أو محددات بعينها، المسألة تتوقف ببساطة على حالتي المزاجية أثناء فعل الرسم نفسه. وبشكل عام أترك نفسي لانفعالات اللحظة أثناء رسم اللوحة دون خطة مسبقة.
أخيرا، تخليت عن أرقى المناصب بمؤسسات مرموقة مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، فهل كان الأمر يستحق، ألا تشعرين بالندم؟
لم أشعر بالندم على ترك عملي السابق، بل إنني على قناعة بأنني اتخذت القرارالصحيح بالتخلي عن أي منصب مرموق من أجل الفن التشكيلي. الإبداع الجاد يحتاج وقتا وجهدا كبيرين كل يوم على نحو يصعب معه الانشغال بعمل آخر.
