لم يكن تصريح عالم الآثار المصرية الشهير دكتور زاهي حواس بأن عدد مقالاته العلمية الموثقة والمنشورة بلغ 250 ألف مقال هو التصريح الأول له الذي يتميز بوقع صادم ومثير للجدل، نظرا لما اتسم به من طابع "غريب" و"غير معقول".
جاء التصريح الذي أدلى به العالم صاحب الشهرة العالمية مؤخرا في سياق دفاعه عن نفسه ضد موجة الانتقادات التي اتهمته بـ"الأداء السيئ والاستعلاء وعدم التحضير" في مقابلته مع الإعلامي الأمريكي جون روغان.
واعتبر كثيرون أن هذا العدد من المقالات يحمل طابعا "خرافيا" ويتسم بـ "عدم الواقعية"، إذ يحتاج المرء إلى مئات السنين كي ينتج هذا الكم بشرط أن ينتج مقالا كل يوم، وهو أيضا معدل غير واقعي، إذ تحتاج المقالات العلمية في مجال الآثار إلى أيام وربما أسابيع كي تخرج على نحو جيد.
وعبّر نشطاء عن دهشتهم متسائلين: "هل يكتب زاهي حواس بحبر سري على ورق البردي، أم أن كهنة آمون تركوا له مكتبتهم السرية، أم أنه عاد إلينا من عصر الفراعنة بمخطوطاته؟".
وسبق أن أثار حواس ضجة كبرى بسبب تصريحه حول أن الملكة الشهيرة حتشبسوت التي تحتل مكانة مرموقة في التاريخ المصري القديم كانت من مشجعات النادي الأهلي المصري، رغم أنها عاشت قبل 3 آلاف عام في حين أن "الأهلي" تأسس في بدايات القرن العشرين، وتحديدا 1907.
وأصبح العالم الشهير في مرمى الانتقادات والسخرية، إذ اتهمه البعض بـ "التعصب الكروي" وعدم الحياد لأنه معروف بتشجيعه القوي لهذا الفريق، كما اعتبر البعض الآخر التصريح "نوعا من المكايدة" لغريم الأهلي التقليدي وهو نادي الزمالك الذي تأسس 1911 ويمتلك شعبية جارفة.
ومن التصريحات الأخرى لحواس التي أثارت هي الأخرى جدلا واسعا، تأكيده بأن الملك والقائد العسكري الشهير رمسيس الثالث كان "مخمورا" طوال الوقت وتعرض لمؤامرة من زوجته.
كما أكد أن الملكة حتشبسوت لم تكن جميلة، على عكس الصورة الذهنية المدعمة باللوحات، وإنما كانت تعاني من عيوب خلقية واتسمت بالبدانة الزائدة، كما زعم أن الملك "بيبي الثاني" كان على علاقة "غير أخلاقية" بقائد جيشه.
وتصدى دكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، لتفنيد تلك التصريحات التي وصفها بـ"المزاعم"، مؤكدا أن حواس لا يمتلك أدلة قاطعة على صدق ما يقول.
وأوضح أن الملكة حتشبسوت عانت من البدانة في سنواتها الأخيرة بسبب إصابتها بمرض السكري، لكنها تظل نموذجا ملهما لامرأة كانت تحكم أهم بلد في العالم القديم في الوقت الذي كانت تباع فيه النساء بأوروبا.
وفيما يتعلق بالملك "بيبي الثاني"، أكد شاكر أنه كان قائدا عظيما حمى الشرق الأوسط كله من غزوات الأجانب ولا ينبغي التطرق إلى حياته الخاصة إلا بأدلة لا تقبل التشكيك.
