تطورت مشاجرة فردية إلى اشتباكات مسلحة ومواجهات بين قوات الأمن ومجموعة من سكان مدينة جرمانا، التابعة لمحافظة ريف دمشق، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى واحتقان أمني واسع.
وقال مصدر محلي من المدينة، لـ"إرم نيوز"، إن التوتر تصاعد بعد تدخل وجهاء لحل الخلاف، إلا أن سوء التفاهم أدى إلى تفاقم الموقف، وصولاً إلى تبادل إطلاق النار الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وأضاف أن المنطقة شهدت استنفاراً أمنياً وإقامة حواجز شعبية، في ظل مخاوف من اتساع رقعة المواجهات، وسط محاولات مستمرة للتهدئة.
وبيّن المصدر أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات الأمن وشبان من آل قبلان عقب مشاجرة فردية، ما أسفر عن قتلى وإصابات من بينهم الشيخ طارق حيدر وأحد قيادات الأمن العام أحمد ديب الخطيب، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.
وأوضح أن الأحداث بدأت بمشاجرة بين شخصين من آل قبلان، نُقل أحدهما إلى مشفى المجتهد في دمشق بمرافقة أقاربه، الذين دخلوا غرفة الإسعاف، ما دفع الطاقم الطبي لاستدعاء الأمن.
وأضاف المصدر أن خلافاً نشب بين الأمن وأقارب المصاب، تطور إلى شجار أدى إلى اعتقال عدد من شباب آل قبلان ونقلهم إلى مخفر الصالحية في دمشق، ما دفع وفداً من مشايخ العقل للتدخل لحل الإشكال.
ومضى المصدر قائلًا: "إن الأوضاع تأزمت عندما اعتبر الأمن العام أن الوفد جاء لأخذ المعتقلين عنوة بسبب العدد الكبير من الحاضرين، ما أدى إلى تصعيد في التوتر بين الأمن والمشايخ، قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباك بالسلاح وإطلاق نار أدى إلى إصابة الشيخ طارق حيدر".
وتابع المصدر أن دورية أمنية توجهت لاحقاً إلى جرمانا لإحضار الطرف الآخر، وبموجب اتفاق سابق سلّمت عناصر الأمن أسلحتها عند مدخل المدينة، لكن بعد دخولهم بنحو 300 متر، حاول أحد أقارب المصاب منعهم من أداء مهمتهم، فوقع إطلاق نار أدى إلى مقتل أحمد ديب الخطيب وإصابة عنصرين آخرين بجروح خطيرة.
وأشار المصدر إلى أن هذه التطورات دفعت سكان جرمانا إلى إقامة حواجز عند المتحلق وقرب قصر المؤتمرات تحسباً لأي تصعيد، فيما انتهت مساعي الصلح التي جرت أمس بالفشل، واستمر إطلاق النار لأكثر من ساعة بين الأمن العام المتمركز في المليحة وشبان من جرمانا، ما أسفر عن إصابة 4 شبان.
وأكد المصدر أن الوضع تفاقم ليأخذ طابع الثأر، ما يهدد بامتداد الاشتباكات إلى مناطق قريبة مثل صحنايا وأشرفية صحنايا.
وأدى بيان أصدرته الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا إلى التهدئة، بعد أن شددت فيه على ضرورة كشف ملابسات مقتل عنصر الأمن وتسليم الفاعلين للعدالة، مؤكدة رفضها لأي تصرفات فردية تسيء إلى علاقات أبناء الطائفة بجوارهم في الغوطة ودمشق وباقي أنحاء سوريا.