في واحدة من أكبر الضربات ضد شبكات التهريب في أمريكا اللاتينية، أعلنت سلطات الجمارك في بيرو عن مصادرة كمية قياسية من الزئبق تُقدَّر بنحو 4 أطنان، كانت مُخبأة داخل شحنة حصى تم تهريبها عبر ميناء "كالاو" في يونيو، وكانت في طريقها إلى بوليفيا.
وجاء الاكتشاف بناءً على معلومات استخباراتية دولية، مكّنت عناصر الجمارك من التحقق من الشحنة التي صُنِّفت رسمياً كـ"حجارة مكسورة".
لكنّ تحقيقاً دقيقاً كشف أن الحصى كانت ممزوجة بمادة الزئبق السامة، التي تُستخدم على نطاق واسع في التعدين غير القانوني للذهب، خصوصاً في الأنهار والغابات الكثيفة بمنطقة الأمازون.
وقال خورخي جالو ألفارادو، رئيس إدارة الجمارك في وكالة الجمارك والضرائب البيروفية: "هذه الحجارة لم تكن عادية.. لقد كانت محمّلة بالزئبق، وهي مادة محظورة في بلادنا نظراً إلى استخدامها في أنشطة تعدين غير قانونية تُهدد البيئة وصحة المجتمعات المحلية".
وتُعد هذه العملية واحدة من أكبر مصادرات الزئبق على الإطلاق في منطقة دول الأمازون، بل ومن بين الأكبر عالمياً، بحسب تقديرات اختصاصيي البيئة ومكافحة الجريمة البيئية.
ويُعد الزئبق من أكثر المواد خطورة في عمليات التعدين، إذ يُستخدم لفصل الذهب عن بقية المعادن بطريقة بدائية ولكنها قاتلة، وتؤدي إلى تلوث المياه والتربة، ناهيك عن الأضرار الصحية المباشرة على السكان.
وأثارت هذه العملية تحذيرات من تصاعد نشاط الشبكات الإجرامية العابر للحدود، التي تستغل ضعف الرقابة في بعض المناطق وارتفاع الطلب العالمي على الذهب، لتهريب مواد محظورة تُهدد البيئة وحياة الإنسان على حدٍّ سواء.