logo
منوعات

أكبر حديقة نباتات سامة في العالم.. أوراق مميتة وقصص غامضة (صور)

الحديقة السامة المصدر: X

في قلب نورثمبرلاند الإنجليزية، تقع حديقة السموم الشهيرة بجوار قلعة ألونويك، وهي الأكبر من نوعها في العالم، حيث تضم مئات النباتات السامة التي تحكي قصصًا غامضة من التاريخ وتثير فضول العلماء والباحثين والكتاب. 

هذه الحديقة الفريدة، التي تشتهر بخطرها الشديد وتاريخها المظلم، وتجذب كل عام زوارًا من مختلف أنحاء العالم، ويشهد الكثير منهم حالات إغماء بسبب قوة وتأثير النباتات السامة التي تحتضنها.

والحديقة محاطة بأبواب حديدية مزينة بالجماجم، وتحتوي على أكثر من مئة نوع من النباتات السامة التي لا يُسمح بدخولها إلا تحت إشراف مباشر.

وخلال الزيارة، يرافق المرشدون السياح ويحذرونهم من لمس أو تذوق أو قطف أيٍّ من النباتات، بينما يروون قصصًا عن أشهر السمّامين في التاريخ، مثل "مسمم فنجان الشاي" الذي بدأ جرائم القتل بتسميم شقيقته بنبات الأتروبا بيلا دونا، وطبيب الموت الذي قتل 15 من مرضاه باستخدام دواء مشتق من نبات الخشخاش.

إغماء السياح

وتتسبب القصص المرعبة وأجواء الحديقة في إغماء عدد كبير من الزوار سنويًّا، حيث يُعتقد أن مزيجًا من روائح النباتات، مثل: الدفلى والتيس والليلك قد يؤثر في بعض الزوار الحساسين. افتتحت الحديقة قبل 20 عامًا كوجهة سياحية غريبة، لكنها أصبحت مؤخرًا مركزًا مهمًّا للبحوث العلمية، حيث يدرس العلماء والكتاب على حد سواء النباتات السامة لاكتشاف أسرارها واستخداماتها.

(الليل القاتل) يمكن أن تسبب الشلل، الهلوسة، وفقدان الحياة إذا تم تناوله

ويحكي ميكي ليتش، رئيس البستانيين في الحديقة لموقع "ناشونال جيوغرافيك"، عن نبات الغار الذي يحتوي على مادة السيانيد الخطيرة، مشيرًا إلى أن هذه النباتات شائعة الاستخدام في الأسوار المنزلية.

وتضم الحديقة مجموعة متنوعة من النباتات، بعضها سام للغاية مثل نبات القنّب الذي يحتوي على الريسين السام، وآخر مثل نبات السالفيا الذي يستخدم لأغراض نفسية.

ويمتد تاريخ قلعة ألونويك لأكثر من 700 عام، وهي مملوكة لعائلة بيرسي البريطانية التي حوّلت الحديقة إلى مركز تعليمي وخيري. رغم أن بعض  النباتات السامة تستخدم في الطب لعلاج أمراض خطيرة، مثل: اللوكيميا، فإن دوشيسة نورثمبرلاند تؤكد أن الجانب القاتل للنباتات هو الأكثر إثارة للاهتمام.

كما أجريت دراسة في الحديقة حول التسمم العرضي للأطفال بسبب بعض النباتات الشائعة، حيث تبين أن نبات الأتروبا بيلا دونا من أخطر النباتات عليهم.

ويعتني فريق البستانيين يوميًّا بمئات النباتات الخطرة، مثل: نبات الماندراجورا، الذي استخدمه الفراعنة كمخدر والرومان كمخدر حربي، وظهر مؤخرًا في كتب هاري بوتر كجذور تبكي.

بذور الريسينوس كوميُّنس تحتوي على الريسين، وهو سم شديد الفتك

وتبقى النباتات الأكثر خطورة محجوزة في أقفاص مغلقة، مثل: نبات الجيمبي-جيمبي الأسترالي الذي يُعتبر من أشد النباتات تسميمًا، ويتطلب التعامل معه ارتداء بدلات خاصة.

وتجذب الحديقة أيضًا الكُتّاب، مثل: جيل جونسون، التي استوحت من الحديقة شخصية محققة نباتية في سلسلة رواياتها الغامضة.

وفي النهاية، تظل حديقة السموم في ألونويك مكانًا فريدًا يجمع بين الرهبة والعلم، حيث يلتقي التاريخ بالمخاطر الطبيعية لتكشف لنا كيف يمكن للنباتات أن تكون من أعظم أدوات القتل أو الشفاء في آن واحد.

 


 
 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC