أثار حفل غنائي أقيم في طنجة شمال المغرب، وتضمن أغاني تمجد الخمر والسكر، صدمة وجدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديو تظهر أطفالًا يرددون كلمات تتعلق بتلك الممارسات.
الحفل الذي أقيم بمناسبة عيد الفطر، شهد مغنيًا شعبيًا يؤدّي أغاني تروج للمخدرات والخمر أمام جمهور من القاصرين، ما أثار ردود فعل غاضبة بين المدونين والمعلقين.
وتباينت ردود الفعل على هذا الحدث بين من اعتبرها انعكاسًا لتدهور الذوق الفني وانتشار "الأغاني الهابطة" في المجتمع، وبين من رأى فيها مجرد جزء من الواقع الفني الذي يتطلب تغييره.
ومع ذلك، كان القلق الأكبر من تساهل المنظمين وأولياء الأمور مع مثل هذا النوع من المحتوى الموجه للأطفال، مما دفع بعض النشطاء للمطالبة بتدخل النيابة العامة لمحاسبة القائمين على الحفل.
وأعرب العديد من المدونين عن صدمتهم من الوضع الذي وصل إليه الفن في المغرب، داعين إلى فرض رقابة أشد على الفعاليات التي تستهدف القاصرين.
وقال البعض إن هذه الحفلات تمثل تهديدًا للقيم الأخلاقية وتؤثر سلبًا على الأجيال القادمة.
القضية سلطت الضوء على المعايير التي تحكم المحتوى الفني الموجه للأطفال، ودور السلطات في مراقبة الأنشطة العامة.
من جانبه، أعربت بشرى عبدو، رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، عن رفضها الشديد لهذه الحفلات، مشيرة إلى أن الكلمات الهابطة التي تروج للمخدرات والخمر تساهم في تطبيع الأطفال مع سلوكيات خطيرة.
وأضافت عبدو في تصريحاتها لموقع "الحرة" أن هذه الأغاني تعكس مفاهيم مغلوطة حول العنف والإجرام وتعاطي المخدرات كرموز للرجولة.
وأكدت على ضرورة عدم التساهل مع المغنين الذين يروجون لهذه الرسائل السلبية، داعية إلى عقوبات رادعة.
من جهة أخرى، اعتبر محمد النحيلي، رئيس منظمة "بدائل للطفولة والشباب"، أن الحفل يعكس واقعًا اجتماعيًا مهملًا، حيث يتلقى الأطفال محتوى غير مناسب دون إدراك لمعانيه.
وأضاف النحيلي أن غياب التأطير التربوي المناسب ووجود قلة في الأنشطة البديلة، من أبرز أسباب تفشي هذه الظواهر.
وركز النحيلي على ضرورة التركيز على التربية الفنية والجمالية للأطفال لتعزيز قدراتهم على التمييز بين القيم الإيجابية في الإبداع.
أما المحامي والحقوقي محمد الشمسي، فقد أكد في تصريحاته أن القانون المغربي يعاقب على الأعمال التي تفسد الشباب أو تمس الأخلاق العامة، مشددًا على أن تقديم هذا النوع من المحتوى أمام القاصرين يُعد تحريضًا وانتهاكًا للذوق العام.
ودعا الشمسي النيابة العامة إلى التدخل لحماية الأطفال من التأثيرات السلبية للأغاني التي تروج لسلوكيات غير قانونية مثل شرب الخمر.
