بعد يوم واحد على قرار إيقاف برنامج "شاى بالياسمين" على قناة "النهار" المصرية لمدة 6 أشهر؛ بسبب استضافة البلوغر الشهيرة هدير عبد الرازق التي تواجه تهما بالحض على الفجور ينظرها القضاء، حتى أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حزمة من العقوبات الصارمة الأخرى بحق عدد من البرامج والقنوات والتي وُصفت بـ "المذبحة".
وأعلن المجلس اليوم الخميس، إيقاف برنامج "تفاصيل" الذي تقدمه الإعلامية نهال طايل على قناة "صدى البلد" لمدة 3 أشهر، مع تغريم القناة مائة ألف جنيه؛ لارتكاب مخالفات تتعلق باستضافة أشخاص يروجون للإثارة والخوض في السمعة الشخصية.
كما أعلن المجلس إيقاف برنامج "صبايا" الذي تقدمه الإعلامية ريهام سعيد على قناة "هي" لمدة شهرين، وغرامة مائة ألف جنيه، مع إنذار القناة بعدم الاستمرار في تقديم محتوى يحرض على انتهاك الحياة الخاصة وتشويه صورة المجتمع.
فيما أصدر المجلس قرارا بغلق قناة "الصحة والجمال"، ومخاطبة مدينة الإنتاج الإعلامي لتنفيذ القرار لصدورها دون ترخيص بذلك.
وجاء في بيان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن هذه القرارات جاءت في ضوء المراجعة الشاملة التي يجريها المجلس على البرامج التي تخترق القوانين والأكواد الإعلامية، وبعد إجراء التحقيقات مع ثلاثة من المسؤولين القانونيين في قنوات "صدى البلد"، و "هي"، و"الصحة والجمال".
وأكد المجلس حرصه التام على تنفيذ القانون واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على القيم والمبادئ التي يضمنها الدستور المصري، وعدم التعرض للحياة الخاصة للمواطنين، مطالبا بأن تعين كل وسيلة إعلامية مديراً للبرامج يكون مسؤولاً عن المحتوى وأن يكون متفرغاً لعمله.
وأشار المجلس إلى أنه المسؤول وفقاً للقانون عن ضمان استقلال وحياد المؤسسات الصحفية والإعلامية، وتعددها وتنوعها وحماية المنافسة وحق المواطن في التمتع بإعلام وصحافة حرة ونزيهة، والالتزام بمعايير وأصول المهنة وأخلاقياتها.
وكانت البلوغر هدير عبد الرازق فجرت العديد من المفاجآت حول أزمة استضافتها في حلقة ببرنامج "شاى بالياسمين" الذي تقدمه الإعلامية ياسمين الخطيب، في أول ظهور تلفزيوني لهدير بعد تداول مقطع فيديو مخل لها قبل شهور.
وأحدثت الحلقة ردود فعل غاضبة عبر منصات التواصل، حيث اعتبرها كثيرون بمثابة "منح الفرصة لبلوجر مدانة أخلاقياً ومتهمة رسمياً بالحض على الفسق والفجور في قضية منظورة أمام القضاء، بالدفاع عن نفسها وتبرير مواقفها الصادمة".
واتهمت هدير القناة باستدراجها لفخ الترند بهدف تحقيق مشاهدات عالية على حساب كرامتها، مؤكدة في مقطع فيديو عبر " تيك توك" أن معدي البرنامج اتصلوا بها أكثر من 15 مرة، لكنها كانت مترددة في الظهور تلفزيونيا، ولم توافق إلا نتيجة إلحاح مسؤولي القناة، على حد تعبيرها.
وأضافت: "اضطررت في النهاية للظهور بسبب ضغط الاتصالات، لكني كنت أشعر بقوة أن الرغبة في تحقيق الترند على حسابي هي الهدف".
وتوعدت هدير عبد الرازق القناة باللجوء إلى القضاء قائلة: "الشكر الذي وجهته إلى أمي وأبي تم حذفه من الحلقة بعد المونتاج، وسأرفع قضية ضد القناة بسبب تشويه تصريحاتي".
وأصدرت مجموعة قنوات "النهار" بياناً تعتذر فيه رسمياً إلى مشاهديها عقب بث الحلقة التي حملت عنوان "هدير عبد الرازق.. مذنبة أم ضحية"، فيما تقدم صبرة القاسمي، المحامي بالنقض، ببلاغ إلى النائب المصري العام المستشار محمد شوقي، ضد ياسمين الخطيب، متهماً إياها بـ "المشاركة في التحريض على الفسق والفجور من خلال تبرير الأعمال المنافية للآداب والتحريض عليها بشكل مباشر وغير مباشر"، على حد تعبير البلاغ.
وفي أول رد فعل لها على تلك الضجة الكبرى، اعتذرت الإعلامية ياسمين الخطيب، مؤكدة أنه لم يكن هدفها وفريق برنامجها إثارة الجدل، إنما لفت النظر إلى ظاهرة مرفوضة مجتمعياً -رغم رواجها- وهي نجومية فتيات التيك توك، المرتكزة على الابتذال والإثارة، على حد تعبيرها.
وأضافت، في بيان عبر "فيسبوك"، أنها لم تستضف هدير عبد الرازق بصفتها "نجمة"، لافتة إلى أنها أرادت إبراز ندم هدير على أفعالها السابقة.
وكانت التحقيقات التي أجرتها السلطات المصرية كشفت عن تفاصيل صادمة في قضية اتهام البلوجر المعروفة هدير عبد الرازق بـ"الحض على الفسق والفجور".
وتبين كذلك تعمد المتهمة إظهار الأماكن الحساسة بجسدها وإبراز مفاتنها عن عمد، وانتشار العديد من التعليقات السلبية برفض أصحابها لمثل تلك المقاطع، والتي من شأنها التحريض على الفسق وهدم قيم المجتمع.