تواجه جمهورية ياقوتيا أو "ساخا" كما تسمى، وهي أكبر جمهوريات الشرق الروسي الأقصى، وتعرف بمناخها القاسي، خطر التجمد، بعد تعرضها لموجة عنيفة من البرد والثلوج.
وتقع "ياقوتيا" في شمال شرق سيبيريا، وتمتد على مسافة كبيرة شمالًا حتى الساحل القطبي الشمالي، ويحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي، وتشترك في حدود داخلية مع عدة أقاليم روسية.
وتشير المعلومات المتاحة على موقع "ياقوتيا" إلى أن القسم الأكبر من الأرض فيها في حالة "تجمد دائم" حيث تصل سماكته أحيانًا لمئات الأمتار.
ويُسجل في بعض المناطق المنعزلة مثل "أويمياكون" و"فيرخو يانسك" مناخ هو الأشد برودة على سطح الأرض، مع درجات حرارة قد تصل لأدنى من −70 درجة مئوية، في الشتاء.
وكشفت مصادر ومؤسسات معنية بالمناخ أن الجمهورية الروسية تعاني مؤخراً من نفاد مخزون الفحم في محطات التدفئة في بضع مناطق؛ ما يهدد بتوقف كامل لمنظومة التدفئة في ظل الحرارة المتدنية للغاية.
وأفادت مصادر محلية بأن 6 مناطق في ياقوتيا باتت مهددة بتجمد شديد مع وصول درجات الحرارة إلى −42 درجة مئوية، في وقت توقفت فيه التوربينات عن العمل بشكل كامل بسبب ديون متراكمة حالت دون استمرار تزويد محطات التدفئة بالفحم.
وبحسب المعلومات، تنتظر السلطات المحلية إعانات عاجلة من العاصمة موسكو لتفادي تفاقم الأزمة، خصوصًا مع استمرار الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، وسط مخاوف من تأثير ذلك في السكان والبنية التحتية الحيوية.
وكانت الجمهورية سجلت، قبل يومين فقط، درجة حرارة قياسية بلغت −56 درجة مئوية، في مؤشر واضح على قسوة الشتاء الحالي، الذي يُعد من الأصعب في المنطقة المعروفة أصلًا بمناخها شديد البرودة.
وتثير الأزمة مخاوف متزايدة من تداعيات صحية وإنسانية، في حال استمرار تعطل التدفئة، مع اعتماد آلاف السكان بشكل شبه كامل على محطات الفحم لمواجهة الشتاء القاسي.