مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
أثار الكاتب والإعلامي المصري البارز إبراهيم عيسى حالة واسعة من الجدل بسبب روايته الجديدة الصادرة مؤخرا عن دار "ديوان" بالقاهرة والتي تحمل عنوان "مذبحة القلعة"، حيث وصفها بأنها "أول رواية سينمائية في العالم العربي"، وهو ما قوبل بعاصفة من الآراء المخالفة والانتقادات والتحفظات.
وتركزت الآراء المنتقدة على أنه لا يوجد تصنيف أو تقسيم متعارف عليه يسمى بـ "الرواية السينمائية"، فالشائع أن الروايات تقسم إلى "واقعية" أو "نفسية" أو "رومانسية" أو "فلسفية"، وهكذا حسب موضوعها، لكن أن يتم التقسيم حسب شكل السرد وتقنياته، فهذا ما بدا مرفوضا من جانب كثيرين.
وقال الكاتب والناقد الأدبي المعروف محمود الغيطاني إنه "إذا كان عيسى يقصد من حديثه أن الرواية اعتمدت على تقنيات السينما في كتابتها، فهذا قد تم تجريبه كثيرا، شرقا وغربا، قديما وحديثا".
واعتبر الغيطاني في تعليق عبر صفحته بموقع "فيسبوك" أن "تصريح الكاتب يعد نوعا من الإدعاء بوجود شيء هو ليس موجودا وتعكس رغبته في أن يوهم الآخرين بأنه شخص موسوعي اطلع على كل الأدب المكتوب في التاريخ"، وفق قوله.

ولفت الباحث والناشط الثقافي عرفة محمد إلى أن مصطلح "رواية سينمائية" ظهر على غلاف أول رواية للكاتب والسيناريست أحمد مراد والتي حملت عنوان "فيرتيجو"، حين صدرت طبعتها الأولى عن دار "ميريت" 2007 بالقاهرة.
وأوضح عرفة أن أحمد مراد كان معترضا بشدة على وضع هذا التصنيف على غلاف الرواية، حيث رأى أنه يقلل من قيمة العمل، غير أن أعضاء لجنة القراءة وقبول الأعمال بدار "ميريت" أقنعوه بالأمر، لكن اللافت أن مراد قام بحذف كلمة "رواية سينمائية" من الطبعات اللاحقة من الرواية والصادرة عن دور نشر أخرى.
وتشير "مذبحة القلعة" تاريخيا إلى حادثة شهيرة في التاريخ المصري وقعت في صباح يوم الجمعة 1 مارس من عام 1811، حيث تحوّلت "قلعة صلاح الدين" بالقاهرة إلى ساحة دموية، حيث استضاف حاكم البلاد آنذاك محمد علي باشا خصومه السياسيين من قادة وأمراء المماليك في وليمة واحتفل بمناسبة خروج الجيش المصري في حملة عسكرية خارج البلاد.
وفجأة، أُغلقت الأبواب خلف الضيوف لتتحول أروقة القلعة إلى "مصيدة قاتلة"، على حد تعبير المؤرخين، حيث انطلقت البنادق والسيوف لتسقط عشرات الرؤوس منهم، وينهار نفوذ المماليك الذي سبق أن امتد لقرون، وتتغير خارطة السلطة في البلاد.