بعد غياب، العام الماضي، بسبب الحرب في غزة، تعود أيام قرطاج السينمائية هذا العام لتُضيء سماء تونس في دورتها الخامسة والثلاثين، مع برنامج ضخم ومتنوع يجمع أكثر من 200 فيلم من 21 دولة، بحسب ما جاء في وكالة "رويترز".
وتُعَدّ هذه الدورة احتفاءً خاصًا بالسينما الفلسطينية، حيث ستُعرض أفلام فلسطينية مجانًا في قلب العاصمة بشارع الحبيب بورقيبة، إلى جانب تكريم أسماء بارزة مثل المخرج هاني أبو أسعد، وتنظيم لقاءات مباشرة بينه وبين الجمهور.
كما يشهد المهرجان عرض فيلم "أحلام عابرة" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي يُمثل مساهمة جديدة في نقل الرواية الفلسطينية للعالم.
ويمتد المهرجان من 14 إلى 21 ديسمبر، ويبدأ بعرض نسخة مرممة من الفيلم الوثائقي "واهب الحياة" للمخرج العراقي قيس الزبيدي الذي توفي مؤخرًا، ليكون هذا العرض تكريمًا لمسيرته الفنية.
ويشهد المهرجان أيضًا تكريم المخرج التونسي جيلاني السعدي، إلى جانب استذكار الناقد السينمائي الراحل خميس الخياطي.
ومن أبرز ملامح هذه الدورة، المسابقات السينمائية التي تجمع أفلامًا من مختلف أنحاء العالم، مع مشاركة لافتة للسينما التونسية التي دفع كثافتها هذا العام إلى استحداث مسابقة وطنية تضم 12 فيلمًا، وهو تطور يعكس الحيوية المتزايدة للإنتاج السينمائي المحلي.
كما يواصل المهرجان تقديم تجربة عرض الأفلام داخل السجون التونسية، وهي مبادرة انطلقت منذ 2015 لتعزيز انخراط مختلف الفئات الاجتماعية في المشهد الثقافي.
ورغم التحديات التي فرضتها الظروف الماضية، فإن المهرجان يهدف إلى استعادة بريقه، والحفاظ على مكانته كمنصة رئيسة لسينما الجنوب، وسينما المؤلف.
ويُعد هذا الحدث فرصة مثالية لعشاق الفن السابع للغوص في تجارب سينمائية مميزة، تعكس قضايا اجتماعية وإنسانية من زوايا متعددة.