لا تزال ردود الفعل المرحبة تتوالى حول اختيار الأديب والكاتب الصحفي المصري محمد سلماوي "شخصية العام الثقافية" في معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يُقام في الفترة من 5 إلى 16 نوفمبر المقبل.
وأكد وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو أن "اختيار قامة مصرية رفيعة مثل محمد سلماوي لهذا اللقب الرفيع يُمثل تقديرًا مستحقًا لإبداعه المتميز ومكانته الفكرية والأدبية التي امتدت لتضيء المشهد الثقافي العربي والعالمي".
وأضاف في بيان أن "هذا التكريم يُعد فخرًا للثقافة المصرية التي لطالما أنجبت رموزًا أثّروا في الوجدان الإنساني عبر الأدب والفن والمسرح والفكر".
وأكد فاروق حسني، وزير الثقافة المصري الأسبق" أن "هذا الاختيار هو بمثابة تكريم رفيع يليق بمكانة سلماوي الأدبية كأحد رموز المشهد الثقافي العربي، وصوت للفكر المستنير، وقلم حمل على عاتقه مسؤولية الكلمة الحرة والوعي الإنساني".
وتعليقاً على الحدث، قال سلماوي: "حين يأتى التكريم من الشارقة فهو يختلف عن أي تكريم آخر؛ لقد أصبحت الشارقة، عبر تاريخها المعاصر، أحد أهم مراكز إشعاع الثقافة العربية الأصيلة، في وقت تواجه الأمة العربية تحديات غير مسبوقة، تستهدف هويتها الثقافية والقومية".
وكانت "هيئة الشارقة للكتاب" أعلنت اختيار الكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي "شخصية العام الثقافية" للدورة المقبلة من المعرض، تقديراً لمسيرة أدبية امتدت لأكثر من نصف قرن، قدّم خلالها إسهامات رفيعة في المسرح والرواية والعمل الثقافي العربي.
ويحمل سلماوي سجلّاً حافلاً بالمسؤوليات الثقافية والإعلامية؛ فقد شغل منصب رئيس "اتحاد كتاب مصر" لأكثر من 10 سنوات، ورأس تحرير صحيفتَي "الأهرام إبدو" و"الأهرام ويكلي" اللتين ساهمتا في نقل الثقافة العربية إلى القارئ الغربي، كما اختاره نجيب محفوظ ممثلاً شخصياً عنه في حفل تسلّمه جائزة نوبل للآداب في ستوكهولم عام 1988، تقديراً لمكانته الأدبية الرفيعة.
في رصيده الإبداعي، عدد من المسرحيات التي أرست ملامح المسرح العربي الحديث مثل "فوت علينا بكرة" و"سالومي" و"الجنزير" و"القاتل خارج السجن"، كما أصدر عدداً من الروايات من بينها "الخرز الملوّن" و"أجنحة الفراشة" و"زهرة النار" التي تناولت صراع الجيل الجديد مع القيود.
وخلال مسيرته نال العديد من الأوسمة والتكريمات الدولية، من أبرزها "وسام الفنون والآداب الفرنسي" بدرجة فارس، و"وسام الاستحقاق الإيطالي"، ووسام التاج البلجيكي، و"جائزة السلام الكبرى" من السنغال، إلى جانب جائزتي "الدولة التقديرية" و"النيل" في الآداب بمصر.
وأكّد الرئيس التنفيذي لـ"هيئة الشارقة للكتاب" أحمد بن ركاض العامري أنّ "تكريم الكاتب الكبير محمد سلماوي يأتي امتداداً لنهج الشارقة في الاحتفاء بالرموز الثقافية العربية التي أسهمت في صياغة الوعي الإنساني وتطوير المشهد الأدبي في المنطقة".
وأشار العامري إلى أنّ "سلماوي ترك من خلال أعماله المسرحية والروائية، بصمة عميقة في الثقافة العربية المعاصرة، تجسّد القيم التي يؤمن بها معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهي أنّ الثقافة فعل تنويري ومسؤولية إنسانية مشتركة بين المبدع والمجتمع".
وأضاف: "نحتفي هذا العام برمزٍ جمع بين الإبداع الأدبي والريادة الثقافية، وعبّر في أعماله عن قضايا الإنسان العربي بصدق وجمال وعمق، ليؤكد أن الثقافة العربية قادرة على مخاطبة العالم بلغة الفن والفكر والإنساني".