إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
لا يقتصر الإحساس الخانق بالملل والرتابة والتكرار على الرجل، كما أنه لا يرتبط فقط بعصرنا الحديث اللاهث الذي يدهس البشر تحت عجلات المتطلبات اليومية السريعة المتلاحقة، وإنما يمتد إلى الجنس اللطيف كذلك ويتسلل إلى حقب زمنية سابقة.
تشكل تلك الحقيقة بتجلياتها الإنسانية الرهيفة الأساس النفسي والدرامي الذي قامت عليه واحدة من أشهر الروايات الإنجليزية الصادرة في عشرينيات القرن الماضي، وهي رواية "أبريل الساحر" للكاتبة إليزابيث فون أرنيم، والتي صدرت ترجمتها إلى العربية مؤخرا عن دار "الكرمة" بالقاهرة، من ترجمة إيناس التركي.
وتعود الرواية إلى ما قبل 100 عام وتحديدا عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، إذ تعاني 4 سيدات من الملل القاتل والإحساس المؤلم بالرتابة والرغبة العارمة في التوق إلى مغامرة جديدة وجغرافيا مختلفة، هربا من كآبة لندن وسمائها الرمادية التي تبدو مثل وحش يبتلع الروح.
تقع عين السيدة "ويلكنز" في ظهيرة أحد أيام الأحد الخانقة، وبينما تتجول دون هدف محدد في أروقة نادٍ نسائي بالعاصمة البريطانية، على إعلان صغير بصحيفة "التايمز" عن عرض للإقامة لفترة محدودة بقلعة تاريخية في منطقة الريفيرا الإيطالية.
ورغم أن ميزانية تلك العطلة لا تتوفر للسيدة التي تنتمي إلى الطبقة الوسطى، فإنها تستطيع تدبير المبلغ المطلوب وتذهب بصحبة 3 سيدات أخريات لقضاء عطلة الربيع على شاطىء البحر المتوسط وسط طبيعة ساحرة وأيام مشمسة تغسل الروح.
يتضح مع تصاعد الأحداث أن الإجابة على السؤال الأبدي: "كيف تحصل النساء على السعادة" لا تتحقق بمجرد تغيير المكان والذهاب في عطلة طويلة ممتعة، بل إن هناك أشياء جوهرية أكثر عمقا تتعلق بروح المغامرة والانفتاح على التجارب الجديدة والوقوع في الحب والتصرف بشكل عفوي والتخلص من العادات القديمة التي تتحول بمرور الوقت إلى سجن.
المدهش أن مؤلفة الرواية إليزابيث فون أرنيم عاشت حياة لا تقل تشويقا عن رواياتها في الفترة من 1866 حتى 1941، فاسمها الحقيقي هو "ماري أنيت بوشامب"، وكان مولدها في أستراليا لعائلة شديدة الثراء، إذ تزوجت أرستقراطيا ألمانيا حفيدا للملك فريدرش فيلهلم الأول، ملك بروسيا، واستقرت مع زوجها في قرية عائلته حيث ربيا 5 أطفال.
وبعد وفاة زوجها، بحثت عن الحب من خلال علاقة عاطفية مع الكاتب المعروف "هربرت جورج ويلز" صاحب الأعمال الشهيرة مثل "الرجل الخفي" و"حرب العوالم"، لكنها سرعان ما تزوجت من آخر هو فرانك راسل الأخ الأكبر للفيلسوف الحائز على جائزة نوبل برتراند راسل لمدة 3 سنوات ثم انفصلا.
والغريب أن اسمها ظل يتغير باستمرار، فزواجها الأول جعل لقبها "الكونتيسة فون أرنيم شلاجنتين"، أما زواجها فجعل اسمها "إليزابيث راسل". والأكثر غرابة، أنها نشرت روايتها الأولى باسم مستعار ولكن مع نجاح مؤلفاتها استقرت على التوقيع باسم "إليزابيث فون أرنيم".