في عالم مليء بالتحديات والشكوك، يجد العديد من الأشخاص الراحة في إعادة مشاهدة مسلسلاتهم المفضلة. ورغم معرفتهم المسبقة بتفاصيل الحلقات، فإن الألفة التي توفرها تلك المقاطع تمنحهم شعورًا بالراحة، والاطمئنان، والفرح، ما يسهم في تعزيز رفاههم العقلي.
وبحسب تقرير نشره موقع "Onlymyhealth"، يشير الأطباء النفسيون إلى وجود عدة أسباب تجعل إعادة مشاهدة المسلسل المألوف أمرًا ممتعًا ومرضيًا بشكل خاص.
ويوضح الدكتور نيكيل ناير، طبيب نفسي في مستشفى شارده في نويدا، أن فعل إعادة المشاهدة يمنح الشخص شعورًا بالأمان والاتصال العاطفي "الألفة تعتبر مريحة بشكل طبيعي"، كما يقول"إنها توفر الاستقرار، خاصة عندما تبدو العوامل الخارجية في الحياة غير متوقعة".
غالبًا ما يشعر المسلسل المفضل كأنه صديق موثوق، سواء كانت مجموعة من الأصدقاء الظرفاء في مقهى أو عائلة غريبة تتعامل مع قضايا الحياة اليومية. بالنسبة إلى كثيرين، فإن إعادة مشاهدة هذه البرامج تشبه زيارة الأصدقاء القدامى، ما يوفر الأمان العاطفي والراحة.
في عالم مليء بالتقلبات غير المتوقعة، تزيل إعادة مشاهدة المسلسل عنصر المفاجأة. فالنكات، والأحداث، والنهايات السعيدة معروفة سابقًا، ما يوفر شعورًا باليقين. يمكن أن تكون هذه التوقعية ترياقًا قويًا للضغط النفسي، إذ تقدم مساحة آمنة خالية من القلق.
غالبًا ما تأتي المسلسلات المفضلة لدى الناس من فترات كانت فيها الحياة أبسط، ويمكن أن تستدعي إعادة مشاهدتها مشاعر الحنين. كما أن زيارة الشخصيات والمواقف المألوفة يمكن أن تعيد ذكريات إيجابية، ما يثير شعورًا بالدفء والراحة.
علاوة على ذلك، غالبًا ما يكوّن المشاهدون روابط عاطفية مع الشخصيات، فتصبح هذه الشخصيات رفقاء مألوفين، وتساعد إعادة مشاهدة البرنامج في تعزيز هذا الاتصال.
تتجاوز فوائد إعادة المشاهدة الراحة العاطفية، فمشاهدة المسلسل المفضل تحفز إطلاق الإندورفينات، وهي المواد الكيميائية الطبيعية في الدماغ التي تمنح شعورًا بالسعادة.
وتساعد هذه الإندورفينات في تقليل التوتر وزيادة مشاعر الفرح. علاوة على ذلك، تزيل إعادة مشاهدة برنامج ما الحاجة إلى اتخاذ قرارات، ما يوفر الطاقة العقلية بعد يوم مليء بالاختيارات.
يؤكد الدكتور ناير أن إعادة مشاهدة البرامج يمكن أن تكون وسيلة فعالة للتعامل مع الضغوط النفسية، خاصة لأولئك الذين يعانون من التوتر أو القلق.
وقال: "يمكن أن تكون التوقعية في المسلسلات بمثابة هروب عقلي، ما يوفر استراحة من ضغوط الحياة اليومية". بالنسبة إلى بعضهم، يساعد فعل إعادة المشاهدة في التعامل مع المشاعر الصعبة، ما يوفر لحظة من الاستقرار والفرح.
وبينما يمكن أن تحمل إعادة مشاهدة المسلسلات فوائد علاجية، يحذر الدكتور ناير من أنه من المهم التأكد من أن هذا لا يتحول إلى آلية لتجنب المشكلات الحياتية.
وإذا كان الشخص يعتمد باستمرار على البرامج المألوفة لتجنب مواجهة القضايا الواقعية، فقد يكون هذا مؤشرًا على ضرورة استكشاف استراتيجيات أخرى للتعامل مع الضغوط.