في عام 1976، اكتشف طالب في جامعة "تكساس إيه آند إم-كينغسفيل" أن جرذان الخشب مقاومة لسموم الأفاعي الجرسية، عندما قدم أحدها إلى ثعبان رقطي في مركز أبحاث السموم الطبيعية بالجامعة.
وعلى الرغم من عضته السامة، نجت جرذان الخشب، بل ردت عليه بالخدش والعض. هذه المقاومة المدهشة للسموم تشترك فيها عدة حيوانات، بما في ذلك القنافذ، والبراري، والخنازير.
والمناعة ضد السموم توجد بشكل رئيس في الحيوانات التي تفترس الكائنات السامة، مثل الفئران القافزة التي تقاوم سموم العقارب، والسحالي ذات القرون، التي تتمتع بمقاومة عالية لسموم النمل الحاصد.
وبالنسبة لبعض الحيوانات، فإن مناعة السم تسمح لها بتوسيع مصادر غذائها، مما يمنحها ميزة في البقاء والتكاثر.
وتوضح عالمة الأحياء التطورية "دانييل درابيك" أن هذه المناعة يمكن أن تكون لها تأثيرات كبيرة على لياقة الحيوانات، إذ تجعلها تتكيف مع مفترسيها.
ومن المثير للاهتمام أن العديد من الكائنات السامة، مثل الثعابين والقناديل البحرية، تكون ضعيفة عندما تتم إزالة "أسلحتها" السامة.
وتشير درابيك إلى أن الثعابين، على سبيل المثال، ضعيفة دون سمومها، وبعض أنواع الثعابين مقاومة لسمومها الخاصة، وهو ما قد يكون تكيفًا تطوريًا لتجنب الأذى الناتج عن العض عند الصيد.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحيوانات مثل السلاحف البحرية، التي تتغذى على القناديل البحرية السامة، طورت جلودًا سميكة ودفاعات أخرى لتجنب اللسعات، مما يمنع السم من الوصول إلى جسمها.
هذه الأمثلة تبرز كيف أن الكائنات المختلفة طورت طرقًا فريدة لمقاومة أو تجنب الآثار القاتلة للسموم، مما يجعلها أكثر مرونة في بيئات الطبيعة القاسية.
وفي الختام، تعد مقاومة السموم سمة تطورية مثيرة، ويمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في البقاء على قيد الحياة.