ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
رغم أن مصمم مسجد الاستقلال في جاكرتا مسيحي الديانة، فإن أكبر جامع في إندونيسيا يمثل نموذجًا للهندسة الدينية الإسلامية في جانب من جوانبه الكثيرة.
إذ يتألف المسجد الذي يتسع لـ200 ألف مصلٍ من خمسة طوابق، في توافق مع أركان الإسلام الخمسة، فيما يستند إلى 12 عمودًا تمثل يوم 12 من شهر ربيع الأول الهجري الذي وافق مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
لكن الهندسة الدينية ليست كل ما يميز المسجد، فمساحة قبة المسجد تبلغ 45 مترًا مربعًا، لتتوافق مع العام 1945، عام استقلال إندونيسيا بعد 350 عام من الاحتلال الهولندي.
كما أن المسجد بني فوق حصن عسكر هولندي، في إشارة لانتهاء حقبة الاحتلال، وبدء عهد الاستقلال الذي استُلهم منه اسم المسجد.
وظهرت فكرة بناء المسجد أول مرة سنة 1953من قبل النخب الدينية والسياسية في البلاد، وأطلقت بعهدها مؤسسة مسجد الاستقلال الناشئة مسابقة للتصميم الهندسي للمسجد تحمل المعاني الدينية والتسامح والحرية والاستقلال.
وكانت المفاجأة فوز المهندس المسيحي فردريك سيلابان بالتصميم على حساب 29 متنافسًا، لكن البدء بإنشاء المسجد انطلق فعليًا عام 1961، تزامنًا مع الاحتفال بمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحضور آلاف المسلمين.
واستمرت عملية بناء مسجد الاستقلال 17 عامًا، من 1961 إلى عام 1978، فقد شهدت إندونيسيا في تلك المدة ظروفًا سياسية زعزعت البلاد.
ويجاور مسجد الاستقلال كاتدرائية جاكرتا للروم الكاثوليك، التي بنيت عام 1901، وهو موقع اختاره حكام إندونيسيا حينها ليكون رمزًا للتسامح في البلاد.
فعند ساحة "مارديكا" في جاكرتا، تصادف الزوار بوابات إلكترونية على اليمين تقود إلى الساحة المؤدية لمسجد الاستقلال، وعلى اليسار بوابات كاتدرائية جاكرتا للروم الكاثوليك.
وشهد المسجد والكاتدرائية، العام الماضي، علاقة جديدة أخرى، فقد افتتح نفق الصداقة الذي يربط بينهما، بحضور بابا الفاتيكان فرنسيس.
كما ضم مسجد الاستقلال في العام 2017 بين مقتنياته هدية تذكارية من السعودية، قدمها الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته إلى المسجد، وهي حزام الكعبة المشرفة المصنوع من الحرير الأسود والمطرز بخيوط أشبه بأسلاك الذهب والفضة.
ويعد المسجد وجهة نشطة على مدار العام للمصلين والزوار والسياح من مختلف دول العالم بعد أن تحول لمزار سياحي مشهور.