كشفَت دراسة حديثة أجريت في فرنسا، ونُشرت في مجلة Nature، أن الفارق في مستوى الرياضيات بين الأولاد والبنات يبدأ في الظهور بعد أشهر قليلة من بداية الصف الأول الابتدائي، أي في المراحل التعليمية المبكرة.
وراقب الباحثون أكثر من 2.6 مليون تلميذ وتلميذة في الفترة من عام 2018 حتى 2022، ولاحظوا أن هذه الفجوة تتسع مع مرور سنوات الدراسة، ولكنها لا ترتبط بعمر الأطفال بشكل مباشر.
من جانبها، علّقت الدكتورة مارتا ماتشو-ستادلر، اختصاصية الرياضيات في جامعة إقليم الباسك، مؤكدةً على ثلاث نقاط أساسية في هذه الدراسة.
أولها أن الفجوة تبدأ مبكرًا جدًا، ما يعني ضرورة التدخل المبكر لمعالجتها، أما النقطة الثانية، فهي أن قدرات الأولاد والبنات في الرياضيات متشابهة جدًا، وهو ما يدعو إلى نبذ المعتقدات الشائعة التي تقسم القدرات الرياضية بحسب النوع الاجتماعي، خصوصًا تلك التي تميّز بين مهارات الحساب والمهارات البصرية المكانية.
أما ثالثًا، فأشارت الاختصاصية إلى أن الضغوط التنافسية تؤثر بشكل مختلف على الأولاد والبنات، فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة سابقة أجريت في إسبانيا خلال مسابقة رياضية أن الدوافع والأداء لدى الأولاد يختلف عن البنات في بيئات المنافسة.
كما نبهت الدكتورة ماتشو-ستادلر على أهمية فهم تأثير سلوك المعلمين والمعلمات في الفصل الدراسي، إذ يلعب ذلك دورًا حاسمًا في كيفية إدراك الأطفال لقدراتهم في مادة الرياضيات، ما يؤثر على تطور مهاراتهم وثقتهم بأنفسهم.
ويشير الخبراء إلى أن النقطة الجوهرية في هذه الدراسة هي أنها تُبرز الحاجة الماسة إلى التركيز على بيئة التعليم وأساليب التدريس لضمان عدم توسع الفجوات بين الجنسين في المراحل المبكرة، وتعزيز ثقافة تعليمية متساوية تُشجع الجميع على تحقيق أفضل إمكانياتهم دون تحيز.
