وافقت روما، أمس الأربعاء، على بناء جسر يربط جزيرة صقلية بمنطقة كالابريا، ويبلغ طول الجسر 3300 متر، ليصبح أطول جسر معلق في العالم.
وتأمل الحكومة الإيطالية أن يُنعش هذا المشروع، الذي تتجاوز تكلفته 13.5 مليار يورو، منطقة جنوب إيطاليا.
وبفضل مساريه للسكك الحديدية و3 مسارات مرورية على ارتفاع 400 متر، سيُمكّن جسر مضيق ميسينا الناس من السفر من البر الرئيسي الإيطالي إلى جزيرة صقلية في دقائق معدودة، مقارنةً برحلة العبّارة الحالية التي تستغرق 3 ساعات.
ومن شأن هذا التوفير في الوقت والمال أن يشجع الشركات والسياح والطلاب على الاستقرار في جنوب إيطاليا.
ووفقًا لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، سيوفر المشروع 120 ألف فرصة عمل سنويًا في المنطقة. وهذه أخبار سارة لصقلية وكالابريا، اللتين تُعدّان حاليًا من بين المناطق التي تشهد أعلى معدلات بطالة بين الشباب في إيطاليا.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير البنية التحتية، ماتيو سالفيني، أن جسر ميسينا "مُسرّع للتنمية"، وبالنسبة لرئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، سيكون هذا العمل "رمزًا للهندسة ذات النطاق العالمي"، ويُظهر "قوة الإرادة والكفاءة التقنية لإيطاليا"، وفق تعبيرها.
ومع ذلك، لم يسلم المشروع من الانتقادات داخل البلاد، ويُثير جسر ميسينا المُرتقب غضب دعاة حماية البيئة لأنه سيُبنى على منطقة بحرية محمية.
وفي يونيو الماضي أعرب توماسو كاسترونوفو، رئيس جمعية حماية البيئة "ليغامبينتي صقلية"، عن مخاوفه من "كارثة بيئية"، نظرًا لأن "ملايين الطيور" تستخدم هذا الطريق المهاجر.
وإلى جانب تكلفته البالغة 13.5 مليار يورو، قد يخدم هذا الجسر مصالح المافيات المحلية أيضًا؛ فقد أُبلغ المدعي العام في ميسينا بالفعل بمخاطر تسلل الشبكات الإجرامية إلى بناء الجسر.