في جريمة هزّت الرأي العام المصري، وباتت تُعرف إعلامياً بـ "مأساة القرن"، قضت محكمة جنايات الإسماعيلية بإحالة أوراق المتهم بقتل أبنائه الأربعة عن طريق شنقهم، إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه شنقًا، مع تحديد جلسة لاحقة للنطق بالحكم.
ووفق تقاليد القضاء المصري، تعد الإحالة إلى فضيلة المفتي تمهيداً لصدور حكم الإعدام في جلسة مرتقبة لا تتأخر كثيراً.
تعود أحداث الجريمة المروّعة إلى 6 أغسطس من العام الماضي، حين تلقّت الأجهزة الأمنية بلاغًا بوقوع "مجزرة" داخل منزل بقرية "النصر" التابعة لمركز "القنطرة" غرب محافظة الإسماعيلية.
وبانتقال قوات الشرطة إلى موقع الحادثة، عُثر على جثث 4 أطفال صغار مشنوقين ومعلّقين داخل المنزل، وهم: "إيمان" 12 سنة، "محمد" 8 سنوات، "خالد" 5 سنوات، "ندى" 3 سنوات في مشهد مأساوي هزّ القلوب.
وبالفحص والتحريات، تبيّن أن والد الأطفال هو مرتكب الجريمة، حيث تمكنت الشرطة من ضبطه بعد ساعات قليلة من الحادثة.
وأكدت التحقيقات أن الأب خرج، مؤخرًا، من إحدى مصحات علاج الإدمان، وكان يعيش حالة من الاضطراب النفسي، فيما كان أطفاله يقيمون مع جدتهم ووالدتهم المطلّقة.
في يوم الواقعة، استأذن الأب جدة أطفاله في اصطحابهم في نزهة قصيرة، فوافقت دون أن يخطر ببالها أن تلك اللحظة ستكون الأخيرة التي تراهم فيها، حيث عاد بهم إلى منزله لينفّذ جريمته البشعة، ويشنق فلذات كبده، واحدًا تلو الآخر بلا رحمة.
والمذهل أن "الأب القاتل" توجّه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، حيث أذاع خبر وفاة أطفاله أمام المصلين، ما أثار صدمة ورعب الأهالي الذين هرعوا إلى منزله ليكتشفوا المأساة بأعينهم.
وبمواجهته في التحقيقات، اعترف بتفاصيل الجريمة، مؤكّدًا أنه خطط، مسبقًا، إنهاء حياة أطفاله، ونفّذ ما دار في ذهنه بدافع غامض لم يشفع فيه صراخ الصغار أو توسلاتهم.
