الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
يصادف اليوم 28 يوليو ذكرى ميلاد الفنان المصري يحيى شاهين الذي ينتمي إلى جيل الرواد وتجاوز رصيده السينمائي الـ 100 فيلم حيث ولد عام 1917 وانطلقت مسيرته في الأربعينيات من القرن الماضي.
ورغم تعدد أدواره ما بين الجد والهزل، القسوة والإنسانية، الراهن والتاريخي، الواقعي والخيالي، إلا أن شخصية "السيد عبد الجواد" المعروفة شعبيا وإعلاميا باسم "سي السيد" تعد أشهر ما قدمه شاهين وكتب له الخلود فنيا.
وظهرت الشخصية في ثلاثية نجيب محفوظ الروائية الشهيرة "السكرية"، "بين القصرين"، "قصر الشوق" والتي صدرت في الخمسينيات من القرن الماضي وتقدم ملمحا لحياة المجتمع المصري وقضاياه وأزماته في فترة الملكية والاحتلال الإنجليزي.
وبشارب كثيف وقوام فارع وصوت جهوري مخيف ووجه عابس لا يعرف الابتسامة، أبدع يحيى شاهين في تقديم الشخصية على شاشة السينما وأكسبها مذاقا قويا ومصداقية كبرى كنموذج للزوج الشرقي الذي يتعامل مع زوجته الضعيفة المنكسرة "ست أمينة"، وأسرته عموما، بتعال وفوقية.
وبلغ "سي السيد" مستويات قياسية في الاستبداد وتضييق الحصار على أهل بيته لاسيما الزوجة والبنات، فممنوع أن تقف إحداهن خلف النوافذ لتلقي نظرة إلى المارة من باب الترفيه، أما الخروج من المنزل فإجراء خطير تتطلب الموافقة عليه شروطا قاسية.
ولا يختلف الأمر كثيرا مع أبنائه الذكور، فهو يتعامل معهم بقسوة ولا يبني إزاءهم صلة إنسانية تقوم على الاحترام والتقدير وقد صاروا رجالا، ويتوقع منهم الطاعة المطلقة لأوامره دون نقاش.
والمدهش أن "سي السيد" له خارج البيت جانب آخر مناقض تماما لتلك الصورة، فهو يعشق النساء ويتودد إليهن وينفق عليهن المال بسخاء، كما أنه محب للضحك وسهرات الأنس و"الفرفشة"، على عكس صورة الرجل المتجهم، المكفهر دائما أمام زوجته وأولاده.
وتوفي يحيى شاهين عام 1994 بعد مسيرة حافلة قدم فيها العديد من روائع السينما المصرية مثل "لا أنام"، "جعلوني مجرما"، "الإخوة الأعداء"، "ابن النيل"، "أين عمري".