في تطوّر علمي مثير قد يُعيد كتابة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، أعلن فريق من الباحثين الإيطاليين عن اكتشاف ما وصفوه بـ"مدينة خفية ثانية" تقع على عمق أكثر من 2,000 قدم تحت سطح أهرامات الجيزة، تحديداً أسفل هرم منقرع، أصغر أهرامات الجيزة الثلاثة.
هذا الكشف يأتي بعد أشهر من إعلان نفس الفريق عن رصد هياكل ضخمة تحت هرم خفرع، ما أثار حينها جدلاً واسعاً بين علماء الآثار، على رأسهم الدكتور زاهي حواس، الذي وصف الاكتشافات حينها بأنها "هراء"، مؤكِّداً استحالة وصول تقنيات الرادار إلى مثل هذا العمق.
لكن الباحث في جامعة ستراثكلايد الاسكتلندية، اختصاصي الرادار فيليبو بيوندي، يصر على دقة النتائج، مشيراً إلى أن البيانات تُظهر تشابهاً بنسبة 90٪ بين الأعمدة المكتشفة تحت هرمي خفرع ومنقرع، قائلاً: "نحن نعتقد أن هذه البنية التحتية الضخمة تربط بين الأهرامات عبر شبكة من الأنفاق".
الصور الأولية تظهر أعمدة ضخمة ملتفة بشكل حلزوني، ويعتقد الفريق أن هذه البنية تُشكّل جزءاً من مجمّع تحت الأرض قد يعود إلى ما قبل 38,000 عام، وهو ما يتعارض كلياً مع التقدير الأثري المعتمد الذي يُرجع بناء الأهرامات إلى نحو 4,500 عام فقط.
النظرية التي يطرحها الباحث أرماندو ماي وفريقه، ومنهم كورادو مالانغا، تفترض أن حضارة متقدّمة اندثرت بعد كارثة كونية كاصطدام مذنب بالأرض قبل نحو 12,800 عام، تاركة خلفها آثاراً غامضة من المعرفة انتقلت لاحقاً إلى الحضارات القديمة، ومنها المصرية.
ويتقاطع هذا الطرح مع أساطير مصرية قديمة تحدّثت عنها نقوش معبد إدفو، والتي تصف فيضانات كبرى دمرت "جزيرة الخلق"، ويعتقد الباحث أندرو كولينز أن هذه النقوش قد تشير إلى حضارة مفقودة دُفنت أسرارها تحت رمال الجيزة.
ومع أن المجتمع العلمي التقليدي لا يزال يعتبر هذه الفرضيات غير مثبتة علمياً، فإن تلك الاكتشافات، إن تأكدت، قد تُجبرنا على إعادة النظر في فهمنا لأصول الإنسان ومعارفه المبكرة.