يستلهم الفيلم المصري أجواء أعياد الميلاد في نسختها الأوروبية من خلال حبكة درامية مؤثرة إنسانيا لطفل مصاب بـ"متلازمة داون" ينتقل من المجر إلى باريس مروروا بـ 6 مدن في القارة العجوز حتى يقابل خالته ويقدم لها هدية "رأس السنة".
وحرص صناع العمل على عدم التأخر في طرحه بدور السينما حتى يحدث الانسجام بين توقيت العرض ومضمون الفيلم الذي تلعب بطولته ريهام عبد الغفور، محمد ممدوح، أسماء أبو اليزيد، هنادي مهنا، الطفل آسر حمدي، إخراج رامي الجندي، تأليف يوسف وجدي.
"نور" طفل يدرس بمدرسة داخلية بالمجر، حياته مستقرة ظاهريا لكن ينقصها البهجة والدفء وسط صقيع الغربة، ينتشي فرحا حين يعلم أن خالته "حبيبة" موجودة في باريس، فيخطط بشغف لصنع مناسبة عائلية حميمة.
تتصاعد موجة التعاطف مع "نور"، ليس فقط على خلفية ظروفه الصحية، ولكن أيضا بسبب الموقف السلبي لوالدته التي لا تبدي كثيرا من الاهتمام والاحتواء له، وتكاد تقتصر علاقتها به على محادثات أقرب إلى الطابع الروتيني، من باب إبراء الذمة.
تُروي الاحداث من وجهة نظر الطفل، مع التركيز على تحول الرحلة إلى ما يشبه مغامرة، من حيث صعوبات التنقل في عطلة الأعياد وتعذر تحقيق الهدف بسبب مفاجآت لم تكن في الحسبان، وسط اجواء بالغة التأثير والرهافة.
ولا يقتصر الحضور الأوروبي في الفيلم على مجرد تقديم خلفية مكانية للأحداث، بل يشمل الاستعانة بشركات تصوير سينمائي، وكذلك ظهور بعض الممثلين الأجانب في العمل.
والفيلم في مجمله مفعم بالمشاعر الإنسانية، ويمزج ببراعة بين برودة الطقس وبرودة الأحاسيس، حيث يتبين بوضوح أن دفء الأرواح أهم من دفء المناخ، فالأخير يمكن تعويضه أم برودة المشاعر فهى التي لا علاج لها.
