تمكّنت الفرق الطبية في أحد مشافي العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، من انقاذ حياة شخص مصاب بحالة مرضية نادرة، بعد استخراج عشرات المسامير وإبرتي خياطة من معدته، وسط ذهول أفراد أسرته.
وقالت مصادر محلية لـ"إرم نيوز"، إن الشاب المريض قدم من محافظة لحج المجاورة لعدن، وهو يشكو من حمّى مصحوبة بألم حاد في البطن منذ عدة أيام، وظهور تورم خفيف أسفل الصدر، ما استدعى دخوله لأحد مستشفيات عدن.
وبحسب المصادر، فإن المريض ظل يعاني من آلام مؤقتة طوال الأسابيع الماضية، تلقى على إثرها علاجات غير مجدية، نتيجة التشخيص الخاطئ وغير الدقيق، قبل أن يتم نقله مؤخرا إلى عدن، وإخضاعه لفحص شامل عبر الأشعة المقطعية.
مشيرة إلى أن الأشعة أظهرت وجود كمية كبيرة من المسامير في معدته، فيما أوصى الأطباء بضرورة إجراء عملية جراحية عاجلة لإنقاذ حياة المريض.
وذكرت المصادر أن الأطباء استخرجوا من معدة المريض، 117 مسمارا يقارب طول الواحد منها 6 سنتيمترات، بالإضافة إلى إبرتي خياطة، اخترقت إحداهما المعدة؛ ما أدى لإصابته بمضاعفات خطيرة.
مؤكدة أنه بعد الانتهاء من العملية الجراحية، وإجراء الفحوصات النهائية، تبيّن أن هناك 5 مسامير أخرى ما تزال عالقة في قولون المريض.
وفي ظل الجدل الذي أثارته الحالة الطبية الطارئة وغير المألوفة، وتكهنات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حول الطريقة التي وصلت بها هذه الأجسام الحادة إلى معدة المريض، نشر مستشفى "عدن الدولي الحديث" على فيسبوك، تفاصيل الحالة المرضية وأسبابها.
وقال المستشفى، إن هذه الحالات المرضية التي يتلذذ فيها بعض الأشخاص بأكل الطين أو الشعر أو البلاستيك أو حتى المسامير، هي متلازمة "بيكا"، وهي "اضطراب نفسي وسلوكي يدفع المصاب إلى تناول مواد غير غذائية، بشكل قهري".
مشيرا إلى أنه استقبل الحالة المرضية النادرة والخطيرة، وأجرى عملية استكشافية طارئة لاستخراج الأجسام غير المألوفة من معدة المريض.
وطبقا لما ذكره المستشفى، فإنه في ظل التأثير المستمر لحركة وانقباضات المعدة أثناء الهضم، اخترقت إحدى الإبر جدار المعدة وصولا إلى الفصّ الأيسر من الكبد، وهو الأمر الذي تسبب في تكوّن خراج في الكبد بحجم يقّدر بحوالي 200 ملي.