حماس تبث شريط فيديو يظهر رهينتين إسرائيليين محتجزين في غزة
في خطوةٍ تُثير جدلًا واسعًا داخل الأوساط التربوية، أعلنت الحكومة الأرجنتينية، برئاسة خافيير ميلي، عن بث المسلسل الكرتوني الأمريكي Tuttle Twins على قناةٍ عامة مخصصة للأطفال.
ويهدف المسلسل، الذي أنتجته شركة Angel Studios ذات التوجهات المسيحية المحافظة، إلى نشر الأفكار الليبرتارية المتطرفة، مستعرضًا شخصياتٍ اقتصادية وفكرية مثل جون لوك، ميلتون فريدمان، ولودفيغ فون ميزس.
ومن خلال مغامرات طفلين توأم مع جدتهما عبر الزمن، يُقدّم العمل رسائل تنتقد المساعدات الحكومية، وتعتبر طباعة النقود سببًا مباشرًا للتضخم، كما يُظهر الأسر ذات العائل الواحد في صورة سلبية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن عرض المسلسل على قناة Paka Paka، المخصصة للأطفال حتى سن الثانية عشرة، يعكس رغبة الرئيس ميلي في استخدام المنصات الإعلامية العامة لخوض ما يصفه بـ"المعركة الثقافية" ضد الخطابات التقدمية، حتى في مضامين موجهة للأطفال.
ويأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز فكر السوق الحر والتقليل من دور الدولة، وهي أفكار يروّج لها ميلي منذ توليه الرئاسة قبل أكثر من عام.
وبحسب التقرير، لاقت الخطوة انتقادات حادة من خبراء التعليم والإعلام.
ووصف الباحث في شؤون الإعلام، مارتين بيثيرا، المسلسل بأنه "منتج أجنبي جاهز، لا يراعي الواقع المحلي، ويهدف بشكل مباشر إلى تلقين الأطفال بعقيدة أيديولوجية ضيقة".
وأشار إلى أن إحدى الحلقات تنتقد نظام القروض الجامعية، وهو ما لا ينطبق على الأرجنتين حيث التعليم الجامعي مجاني ومتاح.
من جانبها، اعتبرت خبيرة علم اجتماع التعليم، سيسيليا فيليدا، أن ما يجري هو "استخدام للأطفال كأدوات في صراعات الكبار"، محذّرة من محتوى يحمل رسائل تمييزية، ويبتعد عن أهداف التعليم العامة.
وأضافت أن "ما كان يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بات الآن يُعرض على شاشة قناة مخصصة للأطفال، وهذا تطور مقلق".
في المقابل، دافع مدير قناة Paka Paka، والتر غوميز، عن بث المسلسل قائلًا: "إنه الكرتون الليبرالي الوحيد في العالم، ويتماشى مع القيم التي نؤمن بها".
كما ذهب أحد أبرز داعمي الرئيس، دانييل باريزي، إلى القول إن "تعليم الليبرالية ليس أيديولوجيا، بل هو نقل للواقع، بخلاف الاشتراكية التي تروّج للخيال".
واللافت أن القناة نفسها أعلنت، بالتزامن، عن إعادة بث مسلسلها الشهير "زامبا"، الذي يتناول التاريخ الوطني بقالب تربوي شمولي، وكان قد اتُّهم سابقًا بـ"التلقين الأيديولوجي اليساري".
وخلص تقرير الصحيفة الفرنسية إلى القول إن هذا التباين يكشف عن تصاعد الصراع الثقافي في الأرجنتين، حيث تتحول القنوات العامة إلى ساحة مواجهة بين تيارات فكرية متعارضة.