حالة من الجدل أثارها فوز الفنان المصري أحمد مالك بجائزة "أفضل ممثل" في الدورة الأخيرة من مهرجان الجونة السينمائي عن دوره في فيلم "كولونيا" الذي شارك في بطولته الفنان الفلسطيني كامل الباشا، إخراج محمد صيام.
وأثنى البعض، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على فوز مالك باعتباره "أول مصري يحصد الجائزة في تاريخ المهرجان عبر فيلم غير تجاري ينتمي إلى السينما المستقلة ويحاول أن يطرح قيما وأفكارا جديرة بالتأمل".
بينما رأى البعض الآخر أنه "لم يقدم في العمل أداء فذا أو استثنائيا على الإطلاق"، كما أن "تاريخه يؤكد أنه لا يزال يتأرجح بين الأدوار شبه الجادة وتلك التي تغازل الجمهور بأعمال سطحية".
وأجمع كثيرون على أن "الفيلم يعاني من بطء الإيقاع وقلة التفاصيل أو الأحداث، ما جعله مملا في بعض الأجزاء، كما بدت اللهجة المصرية التي يقدمها كامل الباشا غير متقنة أحيانا".
وتدور أحداث العمل في ليلة واحدة حول حالة من المد والجذر، عاطفيا ونفسيا، بين أب وابنه تضطرهما الظروف لقضاء عدة ساعات معا بمفردهما بعيدا عن الآخرين، في حدث نادر، فيصبحا أمام "فرصة تاريخية" لفتح جراح الماضي التي لم تبرأ بعد رغم مرور السنوات الطويلة.
ولا يحمل الفيلم قصة أو حكاية بالمعنى المألوف، بل يتحول إلى إبحار هادىء متمهل داخل الشخصيتين الرئيسيتين ليرصد الأزمات النفسية الكامنة والهموم التي تثقل القلب ولم تسنح فرصة في السابق للبوح بها.
وترصد الكاميرا انفعالات البطلين ويراهن السيناريو على إبراز ما لا يقال بين السطور، مع تركيز خاص على نظرات العين وحركات الجسم بحيث يعبق الفضاء الدرامي بتوترات مكتومة وأوجاع حبيسة عبر حوار ناقص بين جيلين مختلفين في كل شيء.
ويعد الفيلم التجربة الأولى للمخرج محمد صيام في السينما الروائية بعد تجارب سابقة في السينما الوثائقية، وهو ما انعكس على إيقاع الفيلم وأصابه بشيء من البطء لاسيما عند منتصف الشريط السينمائي.
وفي المقابل، خبرة الحس التسجيلي لدى المخرج جعلته أكثر حساسية وفهما للتفاصيل الصغيرة التي صنعت الفارق بصريا مثل الزجاج المشروخ والإضاءة الخافتة والموسيقى القديمة وزخات المطر الخفيف خارج النوافذ.