تجددت الحرائق في سوريا، بشكل مفاجئ وقوي، في غابات جبال "دير شميّل" التابعة لبلدة مصياف بريف حماه الغربي، وسط استنفار كبير بين الأهالي وفرق الإطفاء الذين يحاولون منع النيران من الوصول إلى المنازل.
وقال مدير الدفاع المدني بحماه محمد الشيخ قدور، لوكالة "سانا"، إن فرق الإطفاء تمكنت من وقف تمدد النيران إلى بيوت القرية، لكنها لاتزال تواجه صعوبة في السيطرة عليها لصعوبة الوصول إلى بعض البؤر نتيجة تضاريس المنطقة الوعرة، واشتداد سرعة الرياح.
وتداولت الصفحات الإخبارية المحلية، فيديو قيل إنه للحظة انفجار إحدى المسيرات التي كانت تشعل النيران في منطقة دير شميل، وقال صاحب الفيديو إن عدة مسيرات كانت تجوب المنطقة، هي المسؤولة عن إشعال النيران.
وبحسب مصادر الصفحات الإخبارية المحلية، فإن الرياح القوية التي تشهدها المنطقة أسهمت في تسريع انتشار النيران، مما صعّب مهام الإخماد، خاصة في ظل تضاريس المنطقة الجبلية الوعرة التي تعيق وصول آليات الإطفاء إلى بعض المواقع المتضررة.
وتم استقدام مؤازرات من فرق الإطفاء في محافظة اللاذقية للمشاركة في عمليات الإخماد، في محاولة للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى مناطق سكنية أو أحراج إضافية.
وأكدت مصادر في الدفاع المدني أن العمل جارٍ بوتيرة عالية رغم التحديات الميدانية، فيما يواصل أهالي القرية والمناطق المجاورة تقديم الدعم والمساعدة الميدانية للفرق المختصة، سواء عبر توفير المياه أو المساعدة في فتح الطرقات المؤدية إلى مناطق الحريق.
ولم ترد حتى لحظة إعداد التقرير معلومات دقيقة حول مساحة الأراضي المحترقة أو الخسائر المحتملة، في انتظار انتهاء عمليات التقييم الميداني.
وفي محافظة طرطوس، ذكر مدير مديرية الدفاع المدني عبد المنعم سطيف في تصريح مماثل لوكالة "سانا"، أن فرق الإطفاء أخمدت حريقاً حرجياً نشب في بلدة عمريت في ريف المحافظة بعد ساعات من العمل المتواصل.
وتسبب نشوب الحرائق من جديد في الأحراج والغابات في ريف حماه الغربي والساحل، بجدل وتبادل اتهامات بين السوريين حول المسؤول عن اندلاع النيران، وقال البعض إن فيديو المسيرة التي انفجرت وأشعلت النيران، مفبرك، فيما اتهم آخرون مديرية الدفاع المدني، بالتباطؤ وسحب الآليات ومنع الأهالي من إطفاء النيران!.
ويأتي تجدد الحرائق في غابات دير شميل بريف حماه الغربي، بعد سلسلة حرائق كبيرة ضربت المنطقة أوائل أغسطس الجاري، وخرجت النيران فيها عن السيطرة، لكن تم إخمادها بعد أن أحدثت خسارات هائلة لم يتم إحصاؤها حتى الآن.
وتقول الصفحات الإخبارية في دير شميل، إن عدداً من المتطوعين أصيبوا بحالات اختناق وتم نقلهم إلى المشافي، فيما اضطر عدد كبير من المدنيين لإخلاء منازلهم بسبب وصول النيران إليها.