نتنياهو لسكان غزة: غادروا الآن
برحيل الفنان المصري لطفي لبيب اليوم عن عمر ناهز 77 عامًا، يُغلق القوس في تجربة امتدت لأكثر من 50 عامًا قدّم فيها الراحل مئات الأعمال المتنوعة بين المسرح والمسلسلات والأفلام التي كشفت عن موهبة فريدة وقدرة استنثنائية على التلون بين الخير والشر، الاجتماعي والسياسي، الواقعي والفانتازي.
وتميز بحضور لافت على الشاشة وقدرة مدهشة على "سرقة " الكاميرا من نجوم الصف الأول، رغم أنه كان يظهر دائمًا في أدوار الصف الثاني، لكن المخرجين والمنتجين والنجوم كان يراهنون عليه باعتباره "تميمة الحظ" التي تجلب المتفرج بسبب خفة ظله وقدرته الرهيبة على الإقناع.
ولم يكن الجانب الإنساني يقل أهمية عن نظيره الفني في تلك التجربة المديدة، فقد سكن لبيب القلوب بضحكته الصافية الرائقة وملامحه الدافئة التي توحي بالطيبة، فضلًا عن تواضعه الشديد وشخصيته الطفولية البسيطة التي لم تظهر عليها "أمراض النجومية" كالغرور أو الاستعلاء.
ولد لطفي لبيب في الـ18 من أغسطس 1947 لأسرة قبطية بمحافظة بني سويف وتخرج في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، كما تخرج مرة أخرى في المعهد العالي للفنون المسرحية 1970، لكن ظهوره الفني تأخر كثيرًا بسبب طول فترة خدمته العسكرية.
شارك في حرب أكتوبر 1973، وهى التجربة الإنسانية التي أثرت فيه كثيرًا وجعلته يسجل ما فيها من تفاصيل صغيرة تخص سلوك البشر في المواقف الكبرى عبر مذكراته التي حملت عنوان "الكتيبة 26".
تحول إلى مكون أساس من مكونات السينما المصرية، ولا سيما في نسختها الكوميدية، منذ تسعينيات القرن الماضي وهو ما ظهر في العديد من الأفلام منها "السفارة في العمارة"، و"التجربة الدنماركية"، و"صعيدي في الجامعة الأمريكية"، و"الثلاثة يشتغلونها"، و"بوشكاش"، و"رمضان مبروك أبو العلمين حمودة".
كما ترك بصمة قوية في الدراما التلفزيونية عبر أعمال عديدة أبرزها "أبو ضحكة جنان" ، و"زيزينيا"، و"المال والبنون"، و"رأفت الهجان"، و"يتربى في عزو".
واعتزل لطفي لبيب العمل الفني مؤخرًا بسبب إصابته بجلطة دماغية أثرت في الجانب الأيسر من جسده، لكنه لم يعتزل الظهور الإعلامي.