في أولى تجاربه السينمائية الطويلة بعد سلسلة من الأفلام القصيرة، يقدم المخرج المغربي معدان الغزواني فيلمه الأول الطويل "موفيطا" الذي يتناول الأزمات العائلية من تفكك وانقسام، من منظور إنساني ينطبق على مختلف المجتمعات العربية.
تقع الأحداث في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي وهي تُروى من خلال عين الطفل "أيوب"، البالغ من العمر 10 سنوات، الذي يعيش في كنف والديه وشقيقه الرضيع في شقة بسيطة ورثتها العائلة عن الجد.
تتفجر الأزمة بقوة حين يطالب العم بحقه في الشقة السكنية كميراث ويتحصل بالفعل على نصفها ويقيم فيها، لتنتهي خصوصية العائلة إلى الأبد، لكنها مضطرة إلى التعايش ومحاولة التأقلم لأن ظروفها المادية لا تسمح لها بالانتقال إلى مسكن آخر، ولو على سبيل الإيجار.
وتبلغ المأساة الإنسانية والعائلية ذروتها حين يتضح أن "المرحاض" الوحيد في البيت يقع ضمن النصف المملوك للعم، وبمرور الوقت في الشريط السينمائي المكون من 118 دقيقة يتضح أن هذا "المرحاض" هو مجرد رمز يشير إلى أزمة أعمق تعانيها الطبقات البسيطة في بيئات مختلفة.
يقدم الغزواني سردا بصريا هادئا ومتأنيا عبر لقطات بطيئة مشحونة بالمشاعر، بعيدا عن المبالغات المأساوية، كما جاءت الإضاءة خافتة في كثير من المشاهد، على خلفية ديكورات متقشفة توحي بالاختناق.
كذلك، يقدم الغزواني أوراق اعتماد بقوة عبر العمل الجديد بوصفه مخرجا موهوبا لا يرى في السينما أداة للتسلية وإنما لإثارة الفكر، من خلال تناول قضايا كبرى مثل الكرامة الإنسانية والحق المشروع في الحلم، وفق مقاربات سينمائية غير مباشرة تتجنب الخطاب المباشر الدعائي.
وحصد "موفيطا" إشادة نقدية وجماهيرية واسعة حين عُرض في عدد من المهرجانات، بينها "المهرجان الوطني للفيلم بطنجة" و"المهرجان الدولي للفيلم في مراكش"، وهو من بطولة عبد النبي البنيوي، وهاجر كيكع، ومحمد مروا، وعبد الغني الصناك، وبوبكر آيت يحيى، ونفيسة الدوكالي.
