تُوفي الفنان الجزائري أحمد عوابدية، الملقب بعميد أغنية المالوف، اليوم الخميس، عن عمر يناهز 60 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض الذي ألزمه، أخيرًا، بالبقاء في المستشفى، لتخسر الساحة الفنية الجزائرية واحدًا من أبرز أعلامها، الذي ترك إرثًا فنيًا كبيرًا خالدًا في ذاكرة محبي الفن الأصيل.
ويعد أحمد عوابدية أحد أبرز رموز فن المالوف القسنطيني، ووصف في مسقط رأسه بولاية قسنطينة بـ"حارس الذاكرة الفنية"، نتيجة دوره الكبير في الحفاظ على نقاء هذا الفن الأصيل، والدفاع عنه أمام محاولات التلاعب به لتحقيق مكاسب تجارية.
وبالرغم من التحديات التي واجهها، ظل عوابدية، على مدار سنوات طويلة، يشدد على أهمية الحفاظ على الجوهر الفني للمالوف، محذرًا من العبث به، حتى أصبح مرجعًا أصيلًا لهذا الفن لدى الجمهور.
وكرس الراحل حياته لخدمة هذا الموروث الثقافي، مؤمنًا بأن من يغني "المالوف" يجب أن يتحلى بالأخلاق العالية، ويحافظ على اللغة العربية، ويحرص على صحة مخارج الحروف، فيما حذّر باستمرار من محاولات تشويه هذا الفن، مسلطًا الضوء على ضرورة الحفاظ على هوية المالوف القسنطيني.
وترك عوابدية مكتبة موسيقية غنية بأعماله الفنية التي أضاف إليها بصمته الخاصة، من بين أشهرها أغانيه الخالدة: "ظالمة"، "زادني هواك غرام"، و"يا لايم"، التي نالت إعجاب جمهور واسع، وأصبحت جزءًا من التراث الموسيقي الجزائري.
وتفاعل الجمهور الجزائري مع خبر وفاته بحزن عميق، لا سيما في ولاية قسنطينة، حيث نعى عبد الخالق صيودة، والي ولاية قسنطينة، الفقيد، مؤكدًا أن الجزائر فقدت أحد أبرز رواد فن المالوف الذين أثروا الساحة الموسيقية بالغناء الأصيل والملتزم.
